رسالة صادقة من قلب مخلص إلى أم وعائلة الشهيد
ابنكم البطل المجاهد المقدام لم يخش في الله لومة لائم ولا قوة ظالم متجبر بل تحداه بكل ما يملكه من روح وقوة ومعنوية منذ يوم "14 فبراير" يوم الامتحان الكبير لإرادة الشعب. اليوم الذي تقدم فيه الشهيد السعيد للموت ، فاتحا قلبه وذراعيه لذبابات الطغاة اقتداءًا بسيرة أهل البيت عليهم السلام ،وإيمانا منه ان هذا العمل البطولي الحق هو الذي سيجعله خالدا في الفردوس ،ويحيا حياة كريمة عزيزة في الجنان ،وسيحقق لشعبه طموحه وآماله .
لا أدري من أين ابدأ أعزيكم أم أهنئكم في ابنكم الشهيد الذي بيضَ وجوهنا ورفع رؤوسنا عاليا عند أهل البيت عليهم السلام .
صحيح إنكم أكثر الناس اليوم ألماً وحسرى على فقد ابنكم ،إلا إنني متيقنة إنكم صابرون ومرابطون ومواسون تشاطرون فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين وابنتها السيدة زينب الكبرى عليهما السلام في عظيم مصائبهما وآلامهما وأحزانهما وبالخصوص ما حلَ عليهما من ظلم بعد شهادة سيد الأنبياء والرسل محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وبعد استشهاد سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام ، فهن أكثر نساء المعصومين ألماً وظلماً،وبالتأكيد هن خير مثال وقدوة وأسوة لكم في الحياة .
أيتها العائلة السعيدة دم الشهيد لا يعادله ثمن في الحياة، فإذا كان ولابد من ثمن ،اجتهدوا ولا تسكتوا عن إبداء مظلوميتكم للعالم اجمع ،وطالبوا بحقكم وحق ابنكم ممن ظلمكم وآذاكم عبر وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة المحلية وغير المحلية ، وعن طريق لجان ومراكز حقوق الإنسان ،والمجالس الحسينية والمساجد .
واعلموا إن كلمة "أم أو عائلة الشهيد" تعدَ قوة فاعلة ومؤثرة في تحجيم وقهر الظالمين ، فهي تعادل قوة السيف والسلاح، فبصبركم وثباتكم وإيمانكم ودفاعكم عن الحق، واجتهادكم في الدعاء سوف يؤجج عروش الظالمين في البحرين، وسيفرق شملهم وتجمعهم وسيلقي بهم في مزابل التاريخ بإذن الله تعالى كما تهاوت وسقطت عروش أسلافهم الظالمين من قبل ، والتاريخ خير شاهد ودليل على ذلك .
هذا بجانب دعاء المؤمن مستجاب فكيف لو صدر من قلب مظلوم ومهضوم مثلكم فلابد أن يستجيب الدعاء كما استجاب الله لدعاء أم موسى على فرعون وجلاوزته ،ودعاء يعقوب في ابنه يوسف.
فلا تهِنوا ولا تحزنوا وابشروا بما ستلاقونه غداً عند الله تعالى من أجر وثواب، الم يبشر الله عباده المؤمنون في كتابه الكريم (هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ . وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ .إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).آل عمران 138-140
سوف تشرق شمس الحرية والكرامة والسلام قريباً وستتحقق آمال وطموح كل شهيد غالي سقط على ارض البحرين من اجل إسقاط الظلم والفساد.
اليس الصبح بقريب |