قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالات الأستاذ حسين المحروس
 
رجل النعيم ..تقاسمه القوارض حياته
شبكة النعيم الثقافية - 2010/08/15 - [الزيارات : 10763]


تقاسمه القوارض حياته :

مسن يعيش في " صندقة خشبية " في النعيم




الوقت – ياسمين خلف / تصوير : حسين المحروس



أنها حقا كارثة إنسانية ففي النعيم إحدى ضواحي العاصمة المنامة يعيش مسن في 71 من عمره في " صندقة خشبية" متهالكة تنذر بوقوع كارثة، ولتكونوا أقرب إلى الصورة أدخلوا معنا إلى هذه الخربة.....

 باب خشبي متهالك على جانبيه لوحين خشبيين مائلين من قدمهما، تعترضك ستارة بالية لا أعرف بالضبط أي زمن مرت عليه وشهدته، أكوام من القاذورات والألواح الخشبية التي تغطي هذه الخربة من كل جانب، على يمينك غرفة مهجورة مفتاحها " سلك معدني وقفلها مسمار " تتراص فيها حاجيات " حمد فهد علي محمد " أو لنقل أدوات عمله السابق، حيث كان يعمل كمعد لفرشات العرائس قديما، وعلى يسارك دورة مياه لا أعتقد إن من يدخلها سينال النظافة التي ينشدها فهي مهدمة مكسرة وضيقة ضيق القبور، الدرج الخشبي المتهالك سيعترض رأسك ولا تفكر أبدا أن تطأ قدماك إياه إلا أن كنت تنوي الانتحار مثلا، وأن تساءلت عن وضع المطبخ فسأقول لك كما يقول صاحب هذه الخربة " لا يوجد مطبخ " في هذه الصندقة " ربما هي خيرة له فلو انطلقت شرارة ملعونة لأشعلت هذه الصندقة ومن فيها " .



تواجهك غرفة معيشة هذا المسن، فيها سريره وملابسه وثلاجته ومكيفة والمروحة الكهربائية المتنقلة" تبرع بها فاعلي الخير كما يقول "، سقفها القديم مثبت بلواصق " شلوشن تيب" تتوسطها حبل للغسيل، وتزينها عدد من المرآيا الطولية وجلسة أرضية خضراء اللون – بقايا الفرش التي كان يعدها للعرائس – ناهيك عن شهادة تقديرية "بروزها" لمشاركته في الانتخابات البلدية، يقول " جاءني أحدهم على سيكل وأعطاني إياها وتقديرا لها وحفاظا عليها قمت ببروزتها وتعليقها في الغرفة" . 

يقول حمد بحسرة " أعيش هنا منذ أن كانت هذه الصندقة من جريد النخل وسعفه، إلا أن حولتها إلى بيت خشبي منذ 35 سنة مضت، فأنا وحيد ولي أخت واحدة فقط تعيش مع أبنها الكبير في مدينة عيسى، توفيت والدتي منذ أن كنت طفلا وأختي من تولت تربيتي، وكذلك أبي توفي وأنا طفل صغير فعشت يتيما فقيرا لا حول لي ولا قوة،  فلا أهل لي بعد أختي التي أناديها أمي تقديرا لها "



بخطوات متثاقلة مستندا على الجدار بيد وأخرى أمسكت بالعكاز أكمل " أنا كما ترون مسن وأعاني من الضغط والآلام في الظهر ورجلي مصابة بالانتفاخ ولا أقوى على العمل، وأعتمد على إعانة الشئون الاجتماعية البالغة 70 دينارا وإعانة الغلاء بالإضافة إلى 10 دنانير يصرفها لي صندوق النعيم الخيري "

لحظة نسيت أن أحذركم  "عندما تدخلون هذه الصندقة تلفتوا يمنة ويسرى فالقوراض والحشرات تتقاسم " حمد " هذه الخربة، والذي اعتقده بأنه هو المتطفل عليهم  لا هم في هذه الصندقة التي هي أقرب لبيوت الحيوانات لا البشر،  فالأرض ليست كأي أرض، فهي متهدمة ومتكسرة والفئران قد عاثت فيها فحفرت لها جحورا وبيوتا، ورائحة المكان مشبعة بالغبار والروائح النتنة " . 

نعود لـــ "حمد" الذي قضي طوال شهر رمضان في المسجد حيث يجد فيه فطوره من المحسنين ويقضي فيه ساعات الليل والنهار في الصلاة والدعاء، يقول " لم يتحرك أحد من المجلس البلدي، سمعت بأنهم يبنون البيوت القديمة الآيلة للسقوط ولكن لم أجد منهم من حرك موضوعي وبنى لي منزلي، الذي أن تحسنت حالته سأجلب أختي لتعيش معي فلا قيمة لحياتي بدونها " .

بنظرات بائسة أكمل " لا استطيع حتى أن أغلق المصابيح ليلا في غرفتي فالفئران تجوب الغرفة وتقاسمني إياها،و في الشتاء وعندما تهب الرياح تعالوا وانظروا ماذا يحدث هنا، الأخشاب تتطاير من كل صوب وجهة حتى تخالها ساحة حرب" .

قالها قبل وداعنا "هذا هو وضعي كما رأيتم فهل سيكون لي أمل بأن أعيش باقي أيام عمري بكرامة أم أن الألواح الخشبية ستدفنني حيا كنت أم ميت ".

خرجنا من عنده لترمقنا نظرات الأسيويين الذين نزحوا للمنطقة وسكنوا بيوتا لا صنادق كما هو حال البحريني "حمد ".

دعوة خاصة مني أنا ياسمين خلف ومن  حسين المحروس لوزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي لزيارة هذه الصندقة للإطلاع عليها عن كثب ولتقرر بعدها أن كانت "البحرين" تخلو من الفقر المدقع أم أن الأمر يحتاج إلى إعادة النظر . لكن النصيحة الأكيدة لا تحتاج زيارة هذا الفقير  لبدلات نسائية فاخرة.  

طباعة : نشر:
 
جميع المشاركات تعبر عن رأي كاتبها
 
الاسم التعليق