قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتالأستاذ كريم المحروس
 
الداعون للمشاركة في الانتخابات ينتصرون لمعاوية
شبكة النعيم الثقافية - 2010/03/31 - [الزيارات : 5529]

الداعون للمشاركة في الانتخابات ينتصرون لمعاوية

كريم المحروس

شاب لم يتجاوز عقد العشرين من عمره . دخل عالم المعرفة في السياسة عبر البحث والتحقيق الجاد بين المصادر التاريخية التي ناقشت الحركة السياسية المعارضة في جزيرتنا. ثم استتبع بحثه وتحقيقه هذا بلقاءات خاصة مستفيضة عقدها مع بعض المعارضين السياسيين والمهتمين بهذا الشأن علما ومعرفة وخبرة، بلا تمييز في الاتجاهات والميول الفكرية أو المرجعية.

جاء سوء الحظ بهذا الشباب الباحث والمحقق إلى أحد الكتّاب المعارضين المتشددين من أصحاب الرأي والرئاسة فيه ، ليستعرض أمامه ما كسب من معارف وما خلصت إليه بصيرته من تحليل سياسي في شأن حمى المشاركة والمقاطعة والمؤتمرات الداخلية والندوات الدعائية ذات العلاقة بين الجمعيات السياسية .. ثم دعا الشاب جانب الكاتب المعارض ـ في جمع شهدت حضوره ـ أن يستعرض رأيه في آخر الأحوال السياسية بلا مزايدات دعائية.

أعجبت بمستوى النقاش ومنهج التفكير وما يضمره هذا الشاب من وعي استعان به، ومن ميزة استند إليها في عملية الربط والتفكيك والتمكن منها وهو يجول بين أروقة القضايا التاريخية والمعاصرة والنتائج المستخلصة من وضعنا الراهن المعقد والشائك والمضغوط بلا رحمة بين اجتهاد المتشرعين ومنطق السياسيين.. وبدوره، لم يخف الكاتب المعارض أيضا حرصه على إبداء إعجابه لهذا الشاب النبيه الذي زاد في رجاء كل الحاضرين كثرة من أمثاله في مجتمعنا .

بأدب وذوق رفيع ؛ صرح الكاتب للشاب قولا عبرّ فيه عن العجز في مجاراة المعارف الغزيرة المحققة لدا الشاب وما كسبه من منهج تفكير لم يستطع أحد من الحضور الوقوف في طوله مدعيا الغلبة له أو حتى الاستعداد للوقوف في عرضه وبمستوى التحدي المعرفي. فالجمع الحضور في الظاهر كانوا عجزة في الرجال أهمتهم ضغوط الدنيا وصرفتهم عن الانشغال بمهمة توسيع المعارف وتجديدها إلى هذا الحين. ولكن الكاتب توقف أخيرا واختلف مع الشاب عند مسألة شَدّتنا جميعا إلى متابعة الحوار بينهما وزادتنا استغراقا في معانيه.

قال الشاب المحقق:
أرى الكثير من الكتّاب وربما أنت واحد منهم ، حين يتخذون منهج النقد وسيلة في أدائهم التقييمي أو التقويمي للمعارضة في جزيرتنا؛ يضمرون في أنفسهم حاجة لا تخلو من رجاء الكسب السياسي ، كأنْ يشار إليهم بالبنان كمؤهلين للدخول في العملية السياسية من خلال الترشح في الانتخابات .فإذا ما استُدعوا إلى الترشح ؛ هموا به وقَبلوا، ثم خلفوا وراءهم نقدهم وما تقدموا به من وجهات نظر أعجاز نخل خاوية . وتراهم بين ليلة وضحاها قد استحالوا مؤمنين على غير إيمانهم الأول وانقلبوا كل المنقلب، ثم تراهم منحازين للفكرة القائلة بأن في الواقع التطبيقي امتحانا وغربلة للنظريات وما يسطر رواد الكلمة من مقالات وتحقيقات .. وإنَّ في الكتابة والتحليل والتقييم المجردة لضَعف وخواء حتى تكون كلها متقدمة على الحوادث فتصنع وقائعها .. ونجد أكثر الكتّاب اتخذوا من هذا القول علة تامة ومبررا للنكوص على الأعقاب .. أما علمت بما يتردد الآن عند بعض أهل دائرتك الانتخابية؟.. أنهم يشيرون إليك بالأفضلية والكفاءة للترشح للانتخابات القادمة، وربما هنالك إجماع على ذلك .. كيف ترى مثل هذا القول؟

إنشد الحضور جميعهم إلى هذا الحوار الشيّق، وانتظروا استكمال الكاتب لرده بحماسة .. دنا الكاتب من الشاب وزاد في القول:
حين يتناهى إلى سمعك أيها الشاب عن أولئك البعض من دائرتنا الانتخابية أنني دخلت الدائرة من باب حيّنا الفقير مخمورا بعد الانتهاء من جلسة صاخبة عقدتها على طاولة قمار وكسبت بها مبلغا من المال لا يستهان به.. ثم وفي طريقي إلى مسكني أعلنت على ملأ عن تبرعي بما كسبت على تلك الطاولة لصالح بناء حسينية في حيّنا وأنا بحال أترنح فيها يمينا وشمالا من شدة فعل السكر في رأسي.. وفي اليوم التالي أعلن كبار القوم في دائرتنا عن تزكيتهم لي كمرشح للانتخابات القادمة ؛ فصدق قولهم ولا يأخذ بك الشك أو الظن مأخذهما مطلقا .. فأنا لن أقبل بتقديم نفسي مرشحا إلا حين يشرع لي خاصة حليّة الانتشاء بمسكر ، فلا أكون بحاجة عندها إلى إعلان ارتدادي عن ديني تمهيدا للمشاركة في الانتخابات، لأن المشاركة تساوت في بلدنا مع الخمر ولم تعد هنالك مفاضلة بينهما شرعا! .

استخف الحضور بهذا القول وولوا أبصارهم نحو المحقق الشاب الذي رأى الجميع فيه توثبا واستعدادا لاستثارة الكاتب واستفزازه من جديد .. أخذ المحقق الباحث خطابه بقوة وعلى فمه ارتسمت ابتسامة عريضة:
لا تسوق هذا الكلام وتبيعه لي.. أعرف أنك أشدنا إيمانا بدينك وربك ولا يضاهيك في الإيمان هذا أحدنا.. أنا شاب قليل الخبرة ولكني ابن الدليل السياسي لا الإعلامي الدعائي. قل غير ذلك ولا تسخر .. فكبار قومنا في كل أرجاء البحرين هم علماء الدين، وهم من يدعو للترشح ويجند طاقات الأشياء والأشخاص للاختيار والدعم ، ولن يرشحوا إلا المؤمنين من ذوي الكفاءة !

لم يسكت الغضب عن الكاتب ورد على الشاب بما هي عليه نفسه :
وهل عنيت إلا من عنيت.. فافهم.. هل تسمح لي أن أزيدك شيئا من المعلومات على معارفك؟..سأبين لك لاحقا موقفي إنْ كنتَ ترنو إلى استصداره مني بأدواتك الاستفزازية . فأنا لا أخفي موقفي عن أحد .. الزيادة يا بني: تؤسَس التجمعات السياسية الحضارية غير المتحزبة على أهم وظيفة محترمة ، وهي أن تستجمع قواها المادية والبشرية لتؤسس دراية جامعة مانعة بذوي الكفاءة والإيمان في المجتمع، ومن ثم الإحاطة بهم علما مفصلا . فإذا ما دعت الحاجة للانتخاب ؛ شجعتهم وحببت إليهم الترشح وشرعت بين الناس حرية الاختيار بلا عصبية أو مزاجية، ولم تخضع قيادتها وكوادرها لدواعي الترضية وضغط تقسيم الغنائم. وأنت اعلم بحال الترشيح والانتخاب فيما مضى حيث لم تكن مشاركة شرعية ولا منطق في حساباتها. وحيث لم تكن التجمعات قادرة على التجرد من حزبيتها سياسيا ومرجعيا واجتماعيا في بلادنا؛ فذلك كان خير دليل قاطع على عدم أهليتها للتصدي وتشخيص الموقف فكيف بالتشريع له.

تنفس الكاتب الصعداء واستكمل حديثه:
وأما رأيي وموقفي فاسمعه يا محقق ويا جماعة: يكفيني أنني مازلت متمسكا بحرمة التشريع بجواز وراثية الحكم، ولن أحيد عن ذلك أبد الآبدين، لأن النصوص الدينية واضحة عندي وضوح الشمس.. وكل وزر هذا الضياع في الدين والطائفة والهوية الوطنية في جزيرتنا يقع على من كل ادعى حق تشخيص الوضع وحصره في نفسه وتحزب إليه قبل أن يتقدم به إلى المرجعيات تمهيدا لحسم الموقف .. ولا تخلو ذمة المرجعيات تلك من مسؤولية الانشغال به أيضا. وأرى أن كل الداخلين في العملية السياسية منذ السبعينات حتى يومنا هذا ، مشاركين كانوا أو معارضين داعين لدستور 1973م أو من صنفه ولونه، هم من الكبراء الذين سنوا في جزيرتنا جواز القبول بوراثة الحكم والتعاقد عليه نصا وهم يعلمون قطعا أن أبا بكر لم يجرؤ على تشريع الوراثة أو البوح بها لولده حتى استدار بالخلافة إلى شكل آخر لا يقل خطورة. وهكذا الأمر بالنسبة لعمر وعثمان من بعده.. وحين تجاهر معاوية بالوراثة ضاربا النص الديني بعرض الجدار ؛ نهض الإمام الحسين عليه السلام والمصطفون من أهله وأصحابه بمشيئة إلهية لتصحيح المسار . ثم جئنا نحن على غير هدى وركزنا بين اثنتين: بين حجج مخملية في اجتهاد المجتهدين لابد من الامتثال لها وبين الانكسار الطائفي والاستعداد لتقبل كوارثه.. لا يهمني كيف كان تشخيص كبار القوم منا حتى استصدروا فتاوى جواز التعاقد على التوريث في نص المادة الدستورية لعام 1973م خلال مرحلة المجلس التأسيس، وحثوا الناس على قبول التعاقد من خلال عملية استفتاء مجنونة، ثم شاركوا في مجلس السبعينات والمجلس الحالي تأكيدا منهم على صحة ذلك الجواز ، وسجلوا لنا هذه السُنة الحرام كما سنوا للمعارضة كامل المبررات للدعوة والقبول بسيادة نصوص ذات الدستور وإن اقتضى ذلك التضحية من أجل إعادة فعله نصا وروحا.

ثار البعض في الجمع الحاضر قبل أن يولي الكاتب الدبر ..بعضهم احتج وقال: على هونك يا كاتب ، فكل الداعين إلى الدستور بالأمس والميثاق في عام 2002 م ودستور اليوم ، وكل المشاركين الآن والداعين إلى انتخابات غد، هم مؤيَدون من قبلُ ومن بعدُ من جهة مرجعية دينية لها اعتبار في النجف المقدسة أو قم المقدسة وطهران.

عند بوابة الصالة وقبل أن يهم بالخروج، استدار الكاتب بوجهه إلى الحضور مخاطبا:
لم أسخر من قوم .. بالأمس لعب المشخصون للواقع السياسي بالرأي قبل استصدارهم فتوى المرجعية لصالح جواز التصديق على عقد نَصَّ بوراثة الحكم، فكانوا هم المسؤولون عن انحراف سنن الأمس واليوم.. وأما في مرحلتنا هذه فلا أقول بذلك فحسب، بل أضيف على قولي هذا أن بعض المرجعيات الدينية المتصدية لقضايانا أضحت هي المسؤول الأول عن خراب البصرة ، وما المتشدقون بحق التشخيص من بعدهم إلا بين ملهم بحياة مخملية يعتقد فيها أداة لصنع السيادة، وبين مستنقذ لم ير للسيادة شأنا إلا تحت مظلة حكم وراثي .. ولو أتيح لكليهما جزء من تلك السيادة لدام هذا الجزء في أعقابهما تيمنا بسنَّة معاوية، فكيف بالسيادة كلها!.

دنا مني شخص كان إلى جواري قبل احتدام الحوار ، وهمس في إذني بسؤال استنكاري قائلا : هل دخلنا مرحلة جديدة تصطك فيها العظام رعبا ؟.. لعن الله الشاك .

طباعة : نشر:
 
جميع المشاركات تعبر عن رأي كاتبها
 
الاسم التعليق