قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتالشيخ محمد الخرسي
 
لماذا يا طلبة العلم ... ألكم دينٌ آخر ؟؟
المجلة الحيدرية 1423هـ - 2010/03/17 - [الزيارات : 7555]

س/ يأتي الكثير من ذوي الأفكار المشوشة ليلقي استفهام أشبه ما يكون بالإتهام على طلبة العلم، فيسأل: لماذا لا يتصرف طلبة العلم كعامة الناس، ألهم دين آخر؟؟

ج/ قال الله تعالى: (ولكم في رسول الله أسوة حسنة).
لا ريب أنَّ طالبَ العلم يمثل خطى رسول الله (ص)، وللناس أسوةٌ حسنةٌ به، فالمتلبس بالعلم منظورٌ إليه ومُتأسى بفعله وقوله وهيأته، فإذا حسُنَ سمته وصلحت أحواله وتواضعت نفسه وأخلص لله تعالى علمه وعمله، انتقلت اوصافه إلى غيره من الرعيّة، وفشى الخير فيهم وانتظمت أحوالهم، فإذن هو قدوة الناس التي يُقتدى بها ويُهتدى بها، فلذا يجب ان يتحلى طالب العلم بالعادات والأمور التي توجب تقرب الناس منه، ويبتعد عن الأمور التي توجب نفور الناس عنه وإن كانت مباحة لسائر الناس، فإن كل أمرٍ يوجب نفور الناس عنه وهو وإن كان مباحا لسائر الناس، إلا أن صدوره من طالب العلم يُعتبر انحطاطاً لشأنه، وهو خلاف الفرض الذي من أجله تلبس بالعلم، ومن هذا القبيل الأكل في الأسواق أو الضحك بالأصوات المرتفعة، او المشي بغير وقار، فإن هذه الأمور وإن كانت مباحة إلا أنها توجب نفور الناس من طالب العلم؛ فلذا قال بعض العارفين: " إن عامة الناس أبداً دون المتلبس بالعلم بمرتبة، فإذا كان ورعاً تقياً صالحاً تلبست العامة بالمباحات، وإن اشتغل بالمباح تلبست العامة بالشبهات، فإذا دخل في الشبهات تعلق العامي بالحرام، فإذا تناول الحرام كفر العامي ".

فلابد لطالب العلم أن تكون له منهجية في حياته قائمة على اتباع محاسن العادات، واجتناب مساوئها وما ينفر عنه من المباحات ويؤذن بخسّة النفس ودناءة الهمة.

و يؤيده ما رواه معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: (اطلبوا العلم وتزينوا بالحلم والوقار، وتواضعوا لمن تعلمونه العلم، وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم، ولا تكونوا علماء جبارين فيُذهب باطلكم بحقكم). وما رواه الحلبي عن أبي عبدالله (ع) قال: قال أمير المؤمنين (ع): ألا أخبركم بالفقيه حق، الفقيه من لم يُقنط الناس من رحمة الله، ولم يُؤمنهم من عذاب الله، ولم يُرخص لهم في معاصي الله، ولم يترك القرآن رغبة في غيره، ألا لا خير في عِلمٍ ليس فيه تفهّم، ألا لا خير في قراءةٍ ليس فيها تدبر، ألا لا خير في عبادةٍ ليس فيها تفكّر.

فلابد لطالب العلم أن يكون له زيادة حسن الخُلُق على سائر الناس، وزيادة التواضع وتمام الرفق، وبذل الوسع في تكميل النفوس للعروج بها إلى نشأة المَلَكُوت.

نعم، هناك جملة من الظواهر التزم بها البعض من طلبة العلم بدعوى أنها أنسب للقداسة والعرفان العملي، كالإنعزال تماماً عن عامة الناس، وعدم الخوض معهم في أمورهم الحياتية، فللتأمل والنظر فيها مجال، إلا أنه لابد من مراعاة المكان والزمان والوقت قبل الحكم عليها، فإن الأمور تتغير بتغير هذه الأمور الثلاثة، فلا بد من ملاحظة ما هو الأمر المناسب لكل حادثة وواقعة، مع ملاحظة العناصر الثلاثة المذكورة، فليس هناك دعوى للتحرر بنحو الإنسياب بل لابد من مراعاة ما هو الأصلح لنفسه ومجتمعه.

طباعة : نشر:
 
جميع المشاركات تعبر عن رأي كاتبها
 
الاسم التعليق