قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتالسيد محسن الغريفي
 
المنبر الحسيني ... نبراس ومتراس
المجلة الحيدرية 1422هـ - 2009/12/21 - [الزيارات : 7391]

لم يكن المنبر الحسيني في يوم من الأيام وسيلة استدرار واجترار الحسرات و إظهار اللوعة والتفجّع على مصابٍ جلل أوحدثٍ ألم.. ولم يكن منطلق الأئمة (ع) حينما أيّدوا وشجّعوا وحثّوا على هذا اللون من الممارسة هو أن نسكب من الدمع ما اختزنّاه خلال العام، ليكون عاشوراء هو موسم التفريغ العاطفي، بل كان المنبر وكان المأتم وكان الموكب، وكانت الدمعة وكانت الآهة من أكبر وسائل الشحن المعنوي والروحي والفكري لقضية تعتبر من أبرز وأهم القضايا التي ارتبط بها تاريخ الإسلام، وشكّلت منعطفاً هاماً في المسيرة الإسلامية، ولا زالت أصداؤها تتردد عبر التاريخ.

و بقدر أهمية قضية كربلاء، وأهمية القضية التي تحرك الإمام الحسين (ع) وأصحابهُ وضحوا بأنفسهم في سبيلها، تبرز أهمية المنبر الحسيني، والدور الذي يجب أن يقوم به، والمسؤولية التي يحملها على عاتقه من أجل إيصال رسالة ثورة الإمام الحسين (ع) إلى الأجيال، ومن أجل إبقائها حيّة في وعي و ضمير وحركة الأمة...

من هنا نقول أن المنبر ليس دفتر تاريخ يفتح أبوابه أيام عاشوراء، ليطالعنا بكم هائل من الأحداث التي تتكرر على مسامعنا كل عام، بل المنبر هو المشعل الذي يضيء لنا صفحات التاريخ من خلال تسليطه الضوء على أحداثه، لنستطيع أن نتلمسها بوضوح، ونتعامل معها بوعي وبصيرة، وليس المنبر وسيلة استدرار دمعة خائرة، بقدر ما يكون مربّياً للمشاعر كي تنطلق في خط الحسين (ع) لتخرج دمعة ثائرة.. إن الدمعة الواعية، ولطمة الصدر المربّية هي محور ومركز ثقل المنبر والموكب الحسيني، ومن هنا ينبغي للمنبر الحسيني الذي يريد أن ينطلق في خط الحسين (ع) أن يتوافر على مقومات من أهمها : الأصالة – الوعي – الالتزام والمسؤولية.

فالمنبر يجب ان يحمل الأصالة في طرحه، منطلقاً من المنابع الصافية، بعيداً عن أية شوائب، في طرح علمي يعتمد الوضوح والانسجام، ليكون قادراً على أن ينفذ إلى فكر الأمة ووعيها، وليشكل إشعاعاً حضارياً متميزاً، والمنبر يجب أن يحمل الوعي، فيما يرتبط بأصول حركة الإمام الحسين (ع) وأهدافه، ومبادئ الإسلام التي تحرك الإمام الحسين (ع) لإحيائها، ويجب أن يكون وسيلةٍ لنشر الوعي في المجتمع، من خلال تلمّس حاجات الأمة الفكرية، وبلورة الرؤى والتصورات الإسلامية لتكون زاد الأمة في حركتها وواقعها، وليكون المنبر مركز إشعاع وتوعية تُقبل عليه الأمة برغبة واندفاع.

والمنبر يجب أن يعيش الالتزام في الطرح والواقع، فلابد أن يكون الطرح طرحاً ملتزماً بمبادئ الإسلام وأحكامه، ولابد أن يعيش المنبر الالتزام في واقعه وحركته، ولابد من وجود حالة انسجام بين القول والفعل، بين الطرح والواقع، وعدم وجود فاصل بينهما فلا يمكن لمنبرٍ أن يكون حسينياً، وهو لا يعيش التزام الحسين (ع)، والمنبر لابد وأن يتحرك في خط المسؤولية تجاه الأمة وتجاه الأجيال، وهذه المسؤولية تفرض أن يكون المنبر معايشاً لهموم الأمة ومشاكلها، مستوعباً لأبعاد الواقع، متحركاً في المواقف والمواقع التي تحتاج الساحة فيها إلى حركة، لتكون حركة المنبر هي حركة الإسلام على أرض الواقع، ولكي نعيش مع الحسين (ع) من خلال المنبر فكراً وعاطفةً وسلوكاً.. هكذا يراد المنبر أن يكون، وبقدر ما يقدّم المنبر في هذا المجال يكون منبراً حسينياً، قادراً على إيصال رسالة الإمام الحسين (ع) إلى الأجيال.

طباعة : نشر:
 
جميع المشاركات تعبر عن رأي كاتبها
 
الاسم التعليق