قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتالأستاذ كريم المحروس
 
نكتة رجعية ضد ولاية الفقيه
شبكة النعيم الثقافية - 2009/12/10 - [الزيارات : 5930]

نكتة رجعية ضد ولاية الفقيه

كريم المحروس
10/12/2009م

دارت الأحوال بورثة المرجع الديني المتوفى وإذا بهم يتلقفون الملايين من أموال الحقوق الشرعية تلقف الصبيان للكرة .. حينها سُئل أحد المريدين من الأدباء المشهورين عن مناقب المرجع المتوفى، فأجاب بقوله: كان كريما، لم أزره في طلب مال قط ورددت خائبا!.

استدرك الصحفي هذه الإجابة وسأل الأديب : من أي أموال أجابك المرجع .. أمن أموال له خاصة أم من أموال الحقوق الشرعية؟.. أٌحرج الأديب ولم يحر للصحفي جوابا!.

هذه هي الحال الغالبة عند كثير من ذوي الجهل المركب.. ينسون ذوي الأصالة في الفضل ويعيرون محاسن الفضل كلها لمن هم عيال على ذوي الفضل الأصيل.. وكلما وقعت حادثة إنسانية كبرى في عالمنا ؛ انبهر ذوي الجهل المركب ببريق المشاهدة وانشغلوا بها عن الفكرة في معرفة أسس التحريض على وقوع الحادثة والضبط فيها إنْ خيرا أو شرا.

بهذه المناسبة، مازلت أتذكر أعظم أسم تاريخي استيقنت وكالات الأنباء الدولية الكبرى أثره الحضاري الفعلي في اشتعال الثورة الإسلامية في إيران، وجحدت بهذا الاسم قلوب المقربين من ذوي العصبيات العربية السياسية الطائفية .. كان الإمام الحسين (عليه السلام) الاسم الأشهر المستقطِب للاهتمامات العلمية والثقافية والسياسية الدولية المتابِعة لتطور يوميات حوادث إيران، حتى أشاروا إليه (عليه السلام) كعامل أوحد في شحذ الأنفس الشيعية ودفعها نحو التضحية في رضا كامل واطمئنان لا نظير له في العصر الحديث، بينما جندت مراكز الدراسات والبحوث الدولية ذات العلاقة طاقاتها العلمية لبحث الأثر التاريخي لأهل البيت (عليهم السلام) في المحافظة على الكيان الشيعي وأصوله الثقافية من الإندراس والاندثار طوال القرون المنصرمة برغم تعاقب الحروب التي شُنت على الشيعة وما تلا هذه الحروب من عزل سياسي واجتماعي وتشويه ثقافي ، إضافة إلى أثر كل ذلك في إعداد فئة قليلة من الشيعة الإيرانيين نجحت في اختراق الظروف المحلية والإقليمية والدولية المضادة لتتمكن في نهاية المطاف من إيصال هذه البلاد ببعض المقاصد الشيعية حتى نهاية عقد السبعينات.

في ساعتنا هذه ، وعلى غير الهدى الذي يجب إن يتحلى به المستهدَفون سياسيا واجتماعيا وثقافيا؛ قلبنا الهرم ، وقدّمنا العربة على الحصان ، وقدسنا النتائج بمفرداتها على حساب العوامل المقدسة .. بتنا نرى إيران كما يراها ذاك الأديب في مرجعه .. نقيس قيم ومثل ثورة إيران بقياس السياسات الإيرانية حيال الوقائع اليومية الجارية في المنطقة وفي ساحتهم الداخلية.. وربما حرصنا على تجميد تلك القيم والمثل أو استبعدناها عن قائمة أولوياتنا فلم تعد تستحق منا لفتة، وخلفنا معايير أهل البيت (عليهم السلام) في الفكر والسياسة مقيدة بأقفال لا مفاتح لها، وتجاهلنا أهم قيمة عرفناها: أن الحق يُعرف بأهل البيت (عليهم السلام) ولا يعرف غيرهم إلا بالحق. وبذلك قدمنا خدمة كبرى للتوصيات التي خرجت بها مراكز الدراسات السياسية الاستراتيجية الدولية المضادة وأعنا مصالحها والأنظمة الاستبدادية على إنفاذ تلك التوصيات التي أكدت على وجوب تطويق اهتمامات النهضة الشيعية وحصرها في يوميات رموز سياسية إيرانية وليس في أصول شيعية دينية مقدسة تجاوز عمر صدورها 1430 عاما، لأن الرموز تلك ـ بحسب تلك التوصيات- قابلة للاندكاك في شؤون لعبة التوازن السياسي أو رجحانه ولو بعد حين، بينما الأصول الدينية لا تقبل إلا أن تكون ذاتها بلا زيادة أو نقصان كما هي الحال في الإمام الحسين (عليه السلام).

كنا نظن أن علماء الدين في جزيرتنا كافة هم أكثر الناس حرصا على ترسيخ مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) بوصفها عوامل دفع واعتزاز حضاري موجبة لنيل الثواب قبل كل شيء، وإنهم أكثر إدراكا للسياسات المناوئة لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم، وإذا بفئة قليلة منهم نرى منها تمسكا بخير أصيل لا يمكن نكرانه، وبفئة أخرى كثيرة منهم أخذتها السياسة المجردة إلى حيث مالت بأهوائها فلم تبق في هذه الفئة إلا هيئة ورسما دينيا يتوسمان كمالا بعيد المنال بما صنع من اختزال للتشيع في بعد سياسي منفرد. فذلك مما أصاب جزيرتنا في انتكاسة أمست مظاهرها تنجلي أمامنا كلما بدت طلائع الشعارات في خطب المجالس ومواكب العزاء و اللافتات تتهيأ للمثول أمام مناسبة عاشوراء .

ليس في الأمر نكتة حين تجد عند هذه الفئة الكثيرة رعاية كبرى لـما يسمى بـ"ضرورات" الإصلاح في شعائر عاشوراء ومظاهر التمسك بها .. فحين تحل علينا ذكرى عاشوراء تفاجئ بجدران حسينيات البحرين وشوارعها وقد خلت من نص أو رواية لأحد الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) ما خلا صور لدعاة "الإصلاح" أنفسهم ولافتات حزبية دعائية مبرزة لقول فلان سيد أو شيخ أو أستاذ أو نائب برلماني أو بلدي أو جمعية أو هيئة! .

إنْ أحسست بشيء من المسؤولية إزاء ما أضمر حتى الآن من مؤامرات حيكت ضد البحرانيين ولا مقصد لها إلا توجيههم نحو التمسك بالمظاهر السياسية المجردة على حساب الأصول الدينية استكمالا لتوصيات مراكز البحث والدراسات السياسية الغربية والعربية الطائفية المتنفذة ، ثم وجهت نصحك بالقول: "إن التمسك بأهل البيت (عليهم السلام) وما تركوه لنا من نصوص، هو تمثل بالأصول الجديرة بالتعلق نظريا وتطبيقيا على طريق إحياء مناسبة عاشوراء على أحسن ما يكون" ؛ ستبدي لك الردود الغوغائية ما لا تحمد عواقبه: "أنت ضد ولاية الفقيه".. "ضد القائد"! .

كل ذلك يستدعي في وعي البحرانيين لطف سيرة أجدادهم وجمال رؤاهم الخالصة لوجه الله تعالى وما أولوه من حرص شديد على أحياء شعائر عاشوراء بتجرد ووجدان خالص، فهم على خير ، وأكثر أصالة في التعبير عن مظاهر الاحتفاء بالذكرى.. ولو أمعنت النظر في الآثار المترتبة على التمسك بنصوص أهل البيت (عليهم السلام) بهذه المناسبة العظيمة ، ستجد فيها التحدي الأكبر الذي يفر منه أعداء أهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم في هذه البلاد. واما إن تمسكت بالسياسة المجردة ورموزها وأنت لا تحسن فهمها وإدراك معانيها والمخاطر الموصلة لها، وضربت فيها نظرائك سرا وجهرا وباعت بينك والأصول الدينية فإن الطائفيين سيصفقون لك من خلفك وإنْ ابدوا أمامك شيئا من الاكفهرار.

سألني صديق أن أكون دليله إلى حسينية تتمثل الشروط التالي: أن تكون أهلية خالصة .. غير خاضعة لنفوذ تحزب مرجعي أو سياسي.. "الملا" فيها اختارته صفوة الأهالي لكفاءة خطابه ونعيه الشجي، ولم يكن لمركزية توزيع الخطباء المتحزبة دور في هذا الاختيار أو دعمه ماديا أو معنويا.. الحسينية كلها خالصة لأهل البيت (عليهم السلام) بلا شعار ولا اسم ولا صورة رمزية تدل على انتماء خاص . فأجبته: الأفضل لك أن تكون رجعيا بالمعنى اللفظي لهذه الكلمة .. أن تعود القهقرى إلى عهد شهرة الملا عطية الجمري الذي قيد قصائده بقيد الأصول الدينية، ورفض تسخير شعره الحسيني لخدمة رموز سياسية ثبت تواطؤها أو جهلها بمتطلبات الصراع الديني.

طباعة : نشر:
 
جميع المشاركات تعبر عن رأي كاتبها
 
الاسم التعليق