قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتالأستاذ كريم المحروس
 
أطفال (لتدخين السياسي) يهزمون سلطة عمرها قرن ونصف
كريم المحروس - 2009/04/12 - [الزيارات : 5172]

أطفال "التدخين السياسي" يهزمون سلطة عمرها قرن ونصف

كريم المحروس
12/4/2009م

"الطفل البحراني" قيمة إنسانية ودينية ووطنية تشكل 45% من عدد سكان جزيرتنا ، لم ينصفها أحد ، لا سلطات جزيرتنا ولا زعاماتنا والمرجعيات ، ولكن هذا "الطفل " نجح في اختراق كل الحجب الأمنية والقيود الاجتماعية التقليدية فأثبت وجوده في ساحة الفعل السياسي بقليل من الكلام وكثير من "التدخين السياسي" بأدوات بسيطة جدا كان من بينها:حرق إطارات وقمامة عند مداخل القرى .

طعن طفل جزيرتنا في خاصرته مرتين ولكنه أبى إلا أن يواصل المسير حتى يتحقق له المراد فكان له ما أراد في ساعتنا هذه: وصفته سلطات جزيرتنا بـ"الطفل الإرهابي" المتمرد على القانون، ويجب أن يؤدب بطلقات"الشوزن" ، فجندت في سبيل مكافحة أنشطته الاحتجاجية قوى الأمن بزعامة عدد من عناصر المخابرات المتخصصين الذين ظهروا ملثمين بعد نجاح حرب"الصورة" التي غزت المنتديات الإليكترونية وملفات التحقيق الدولية.. وفي غمرة النضال والكفاح السياسي لهذا"الطفل"؛ وصفته زعاماتنا الدينية والوطنية بـ"الطفل الجاهل السفيه" الذي لم يدرك بعد حلم الرجال ولم يعرف من رشد الكبار شيئا.

لم يعبأ الطفل البحراني بطعون قوى الكبار (سلطة وزعماء) ولا نعتهم السلبي له ، وأبى إلا أن يتجرد من كل شيء شاغل بلا جدوى وطنية أو دينية إلا من الاشتغال بالدفاع دون الكرامة المنتهكة التي واستبرأها الكبار فكانت جزء من عناوين الاستسلام.. وإذا ما عزمت جزيرتنا على الاحتفاء بالمنجز الابتدائي المتمثل في حدث الإفراج عن المعتقلين والسجناء السياسيين؛ فإن عليها أن تحتفي بدور "الطفل البحراني" في عالم السياسة البحرانية قبل دراسة هذه الظاهرة المنفردة .

"طفل" أحرج سلطات جزيرته بفعلتها التي فعلت ، ووضع زعامته ومرجعياته من الكبار في دائرة المسؤولية ، ليختصر بذلك الطريق بلا تنظيرات وخطب حماسية، وبلا ندوات فكرية، وبلا مؤسسات استعراضية،وبلا "بوسترات" دعائية، وبلا أمل إعلامي في الحمد بما لم يفعل .. كان "التدخين السياسي" أداته الوحيدة التي لم يتخل عنها حتى وان أخضعها الكبار في دائرة الجدل الإعلامي الهابط، بين قائل أنها سلاح عنف وقائل أنها مظهر لاعتراض سلمي عنيف ، حتى كادت السلطات تصدر تشريعا بتجريم هذه الأداة قانونا لولا أن متشرعي السلطة استعانوا بخطب التحريم التي هيمنت على نداءات وخطب الزعماء الدينين من الكبار ـ وما أكثرهم.

من الذي فجر طاقات هذا الطفل البحراني ليصبح الفاعل السياسي الرئيسي والأساسي فيما تحقق حتى اللحظة الراهنة؟ . لم يكن ذلك تنظيم سياسي ، ولا جمعية ثقافية ، ولا مؤسسة علمية، ولا شخصية دينية مهيبة ، ولا حركة الأكثرية أو الأغلبية الشعبية ، ولا حركة الأقلية النخبوية .. الفاعل الرئيسي هو رمز سياسي أبى أن يحتمي بكل أشكال التنظيم السياسي أو الاجتماعي أو العلمي أو الثقافي ، "الأكثري" أو "الأقلي" .. الفاعل الرئيسي في تفجير طاقات الطفل السياسي لم يجعل من تلك المؤسسات أو المصنفات الاجتماعية والثقافية والعلمية والسياسية درعا تضحويا ليحتمي بها في ساعة الشدة أو ليقدمها قربانا أمام إرهاب السلطة حفاظا على ذاته سالمة مصونة تحت ذريعة شرعية أو نضالية مؤكدة على أهمية سلامة القائد من كل سوء حتى يتسنى لحركة النضال الاستمرار والديمومة بكل أشكالها الفردية والمؤسسية..

الأستاذ حسن المشيمع واخوته ـ برغم اختلافنا معهم فيما يرون في شأن السلطة - تقدموا الصفوف وخاضوا غمار المعركة السياسية فنالوا من الأذى ما نالوا، فكانوا مثالا مؤججا للنفوس الحرة: نفوس "الصغار" الكبيرة ، فكانوا فعل الساحة السياسي يوم غاب الجميع بحجة غياب"الشرعية" و"المرجعية".. ولكني أقول أيضا أمام هذا العرض الواقعي ـ وبكل أسف: أن السلطات نجحت حتى لحظتنا هذه ، لحظة "الأفراح" ، في إسقاط فوز "التدخين السياسي" الذي حققه "الطفل البحراني" على هيبة "الكبار" من منطلق: أن الطفل لا ولاية له "قانونا" و"شرعا"، فوليه أولى بالتكريم بمكرمة ، وقبل الكبار أيضا بحكم هذا القانون و"الشرع" فنالوا من النصيب أوفره!

ليست نظرتي سوداوية إلى هذا الحد ..أنا مازلت متفائل بما هو قادم في ساحة النضال من اجل سلامة الدين وإطلاق الحريات ، ومؤمن إيمانا قاطعا بأن "الطفل البحراني" هو من صنع الدور الأساس لبناء تعددية نضالية وتفانى في تعزيز دورها بما قدمه مؤخرا من تضحيات في سبيل إطلاق سراح الأستاذ المشيمع واخوته وفتيته . ولو كان الزعيم المعتقل غير الأستاذ أو ينتسب لغير ما ينتسب إليه من اتجاه سياسي؛ فان "الطفل البحراني" سيؤدي نفس الدور النضالي بلا كلل أو عصبية حزبوية أو مرجعية.

طباعة : نشر:
 
جميع المشاركات تعبر عن رأي كاتبها
 
الاسم التعليق