قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتالأستاذ كريم المحروس
 
لماذا نفي التواطؤ والتآمر عن معتقلي الحجيرة ؟
- 2009/01/25 - [الزيارات : 5088]

لماذا نفي التواطؤ والتآمر عن معتقلي الحجيرة  
 

كريم المحروس
 25/1/2009م 
 

كنت أتصور أن بطل سجون الثمانينات قد ذاب وانحل في تفاصيل يوميات الكد على العيال فأنسته كل ساعات بطولاته التي كنا نفخر ونعتز بها ونتخذ منها نموذجا مُعِينا كلما تناوشتنا أظافر بغاة قانون أمن الدولة في ذاك الزمن المقرف صيتا ومنهاجا؛ وإذا بي أجد أمامي ذات البطل، لم يتغير جوهره ، هو هو ، لم تأخذ عاديات عقدين سياسيين فاسدين من الزمن من وهجه الثوري ، فتيقنت بأن السجون لها أحكام.. تُمحص الرجال  وتصوغ جواهرهم ، وتمهد لهم السبيل لصناعة رؤية أفضل لمواقف جذرية معبرة عن واقع الحال.
 سألته عن رؤيته في التحولات السياسية المستجدة والتصعيد الأمني الخطير منذ أحداث كرزكان حتى قصة معتقلي الحجيرة وتطوراتها على الصعد السياسية والاجتماعية، وما لحق بذلك من استدعاءات أمنية لبعض رموز المعارضة، فاستطرد قائلا:
لن تستطيع أن تصل إلى رؤية واضحة ومتكاملة وموقف سليم من أوضاع البحرين ومستقبلها ما لم تكن أحد خريجي سجونها، فمن السجون تتعرف على هوية نظام الحكم وحكامه ، والصورة لا تكتمل في الروع إلا بدراسة ميدانية للأجواء العامة في السجن، ولطبائع رجال الأمن والمخابرات، وللمفاهيم التي تحكم سلوك الطاقم الأمني التابع للسجون ، فسلطات جزيرتنا أمنية خالصة من قمتها إلى أخمص الأقدام، وما السياسة فيها إلا لهو وهزو وتلاعب وتنابز بالألقاب . ولذلك ضُحِك بهذه السياسة على ذقون أبناء التيار الشعبي الواسع ورموزه وهم في غمرة الاجتهاد ماضون، وكنا إذا اشتقنا لتصنيف نماذج معارضة فيهم فلا نجد بينهم إلا مناوشات مساوقة للهو وهزو رجال الأمن الوطني في جزيرتنا !.
 قطعا .. شباب قصة الحجيرة والقصص المشابهة هم الفعل الحقيقي في الساحة بلا منازع ، وما غير ذلك من مناوشات برلمانية وخطب وبيانات لهذا أو ذاك إلا عيال على هذه القصص وأشكالها وإن ألفنا هذه المناوشات والخطب والبيانات تتصدر دعاوى الرمزية والزعامة .. هم أبطال صنعوا الأحداث بالأمس، وسيتداولون زنزانات السجن بينهم بينما تتبلور في روعهم الرؤية المتكاملة عن مستقبل البلاد ومصيرها، وبأيادي مثلهم ستنجلي وسائل حل قضايا جزيرتنا .. ألم تجد أن وقائع اكتشاف أمرهم واعتقالهم كان حدثا مروعا بالنسبة لسلطات جزيرتنا فتخبطت ذات اليمين وذات الشمال؟!..فلو كانت السياسة حاكمة بالفعل لاتخذ أمر اعتقالهم طريقا مختلفا.
 لا تسألني عن رؤيتي للوضع السياسي الراهن الخطير في جزيرتنا بعد كل الذي جرى، ولا تتلفظ بكلمة (السياسة)، لأنها الغائب الأول في جزيرتنا بين جاهل ومعاند وغافل على سبيل نجاة، هي وهم وسراب أو نقوش في مرايا أو ظلال، ويؤسفني بأن كبار قومنا تمخضوا فانثالوا علينا كأقطاب الصوفية ، تلقفوا وهمْ السياسة ورضوا بقول الأوزاعي: (واصبر نفسك على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكف عما كفوا عنه، واسلك سبيل سلفك فإنه يسعك ما وسعهم).. رؤيتي ثابتة لم تتغير منذ الإعلان عن مشروع الإصلاح حتى ساعتنا هذه ، وهل تسمع اليوم لمشروع الإصلاح حسيسا أو نجوى. ألهذا الإصلاح من الاستقرار ما أوصله إلى المبتغى؟! .. وقد أفصحت عن رؤيتي لمن كانوا حولي ممن انفضوا بعد ذلك عني فألفتهم اليوم من أصحاب السعادة في البرلمان. هم ـ أصحاب السعادة ـ تشدقوا بفزعتهم ضد بيان إدانة معتقلي الحجيرة فظنوا في نصر عظيم يسود وإذا بأيديهم كان الانسداد في قضية جزيرتنا برمتها حاكما منذ يومهم المشؤوم ، فَهَمَ معتقلو الحجيرة وغيرهم إلى ما هموا به!.
 كنت أقول على الدوام - والقول لبطل الثمانينات- وفي عز نشوة الانتصار الكبير المدعى لحوادث الانتفاضة المنصرمة- إذا ما كان هناك من وصف للسياسة المتداولة في جزيرتنا وما أعقبها من حال سيئ أضحى راهنا متأزما؛ فالوصف فيه لا يتعدى وصف حال ذاك السجين الذي مر بنكبتين مريرتين: تلقى في الأولى أسوء ألوان التعذيب .. وفمه محشوة بقطعة قماش رطبة حتى لا يعبر عن آلامه بالصراخ ، وعينه معصوبة بعصابة لمنعه من التعرف على وجوه عناصر المخابرات ، وبعد سبع سنين جاءت النكبة الثانية حيث وُعِدَ  السجين خيرا في مقدمتها ..لقد أُشيع بأن السجون طرأ عليها مشروع إصلاح وتغيرت أحوالها بتغير السياسات الوطنية !،  فلا حشو بقماش في السجون منذ اليوم وللسجناء حق التعبير ، ولا عصابات على الأعين ولهم كامل الشفافية. وإذا بالتعذيب يتضاعف من غير حشوة قماش، وللسجين أن يصرخ بما يشاء من طاقة ، وإذا بالسجين يرى وجوه المعذبين بلا حجاب عند كل وجبة تعذيب ، ثم تتكشف الأمور لاحقا ..لم يستجد في مشروع الإصلاح غير مضاعفة التعذيب في زنزانات مجهزة بكاتم للصوت في جدرانها ، واحكم صم الآذان عند المعذبين بقطع مطاط عند كل وجبة تعذيب، في مقابل منع الحشو والعصابة لأنها أصبحت محرمة دوليا!.
فكل الذي جرى أمامنا لا يتعدى نقلة أمنية سيئة بين  نكبتين مريرتين ، صموا آذانهم وأرهبوا ثم أجازوا لنا الصراخ في زنزانة مكتومة بعد أن ضاعفوا من صم الآذان ، فلا حشوة بعد اليوم ولا عصابة .. هل سمعت ترويجا في وسائل الإعلام الرسمي يفيد بأن معتقلي الحجيرة أقاموا (مؤامرة) مثل (مؤامرة) الثمانينات؟!. هل سمعت بأن معتقلي الحجيرة تواطئوا وتخابروا مع دولة أجنبية مثلما قيل في الترويج ضد معتقلي الثمانينات؟!. لا إعلان عن مؤامرة ولا إعلان عن تخابر بقصد مضاعفة أحكام المحاكم، فما الحكمة إذن في ذلك؟ .. الإجابة صريحة: قانون الإرهاب فيه من النص البديل ما يغني عن الترويج ، فأطلق على مجموعة الحجيرة مسمى(الخلية الإرهابية) انسجاما مع نص قانون الإرهاب.

في قصة معتقلي الحجيرة عبرة كبيرة لنا وللسلطات ، فهي المؤشر الذي به تقاس حقائق الأوضاع الأمنية، والسياسية إن شئت. وهي الدليل الواضح على انسداد كل الخيارات القائمة بين السلطات وشعب الجزيرة، وهي الدليل القاطع على مدى خطورة مستقبل الجزيرة والمنعطف المأساة الذي ستصل إليه حوادثها. وفي الأسوأ من كل ذلك أن تنبري بعض جهاتنا العلمائية لتبرر لكادرها المشاركة في الوهم السياسي حتى يتيسر لها احتلال موقع الوساطة غير المكلف عوضا عن تحمل المسؤولية الدينية والوطنية.
 أوقفت استطراد بطلنا بسؤال مستدرك: ألا تخشى قانون الإرهاب يدين القائلين بقولك هذا ؟. أجابني: وأنا استدرك وأسألك أيضا: وهل منطلق هذا القانون أمني أم سياسي؟!

طباعة : نشر:
 
جميع المشاركات تعبر عن رأي كاتبها
 
الاسم التعليق