رسمشتراكمية

توقف بو اركيلة عن شفط نفس من أركيلته عندما اقبل أحد أصحابه لابس تي شيرت عليه صورة المناضل الأممي جيفارا ولابس قبعة عليها شعار منجل ومطرقة وتساءل : اخيراً بينت على حقيقتك يا بو الشباب انك شيوعي .
وهنا رد أبو الشباب مصححاً : بل قل اشتراكي .
وعندها تدخل احد الحاضرين مستهزئاً : اشتراكيه أخر زمن ! عقب ما انهارت الاشتراكية وتفكك الاتحاد السوفيتي صار اخونا اشتراكي
وهنا قال بو دوربين بهدوء : ما حد أحسن من حد . إذا أرباب الرأسمالية أصبحوا اشتراكيين . وإذا عمنا بوش في أخر أيامه صار اشتراكي . ليش مستكثرين على هالعبد الفقير هذا الشرف ؟ على الأقل لم يكن رأسماليا يوماً ما ولم يحارب  الاشتراكية ويكيد لها المكائد وبعدها ارتمي في أحضانها .
بو اركيلة : كأنك خرفت يا بودوربين . ما هي علاقة بوش أو إدارته بالإشتركية ؟
بو دوربين : اللحين عجبتني . اسأل إذا ما تعرف بدل أن تكون جاهل
بو اركيلة : سألناك والعوض على الله
بو دوربين : لو آخونا كارل ماركس مؤلف كتاب رأس المال ( اللي وزنه كيلوين ) طلع من قبره جان ضحك من سره حتى يستلقي على قفاه . وجان شكر بوش وكل مستشاريه الاقتصاديين والماليين وكذلك شكر أحفاده الألمان (اللي خذلوه أيام زمانه ) وكذلك جيرانه البريطانيين على إثباتهم إن اقتصاد السوق هو اقتصاد أعور وبعين واحدة وبحاجة إلى عين ثانية هي عين الدوله . وجان شفناه يرسل برقيه الى غريمه منضر الرأسمالية السيد / أدم سميث يقول له ان مقولته " دعه يعمل دعه يمر " شاخت ، والرأسمالي أصبح أعرج وبحاجة الى عكاز الدولة . وحتى النيو رأسمالية اللي ارسي دعائمها الكاوبوي ريغان والمره الحديدية تاتشر لم تنفع .
وهنا استشاط أبو اركليه : يا بودوربين جيت تكحلها عميتها . لو احنه نفهم هالهرج اللي تقوله جان فهمنه مئات المقالات الاقتصادية في الصحف وعشرات التحليلات في التلفزيون . أتكلم على قد فهمنا
بو دوربين : حبيبي الرأسمالية تقوم على الحرية الاقتصادية وأقصد بها حرية رأس المال وحريه حركته وعلى الية اقتصاد السوق وعلى المنافسة ولا تجيز أبداً تدخل الدولة بل تعتقد ان الدولة ببيروقراطيتها وأجهزتها المعقدة ستكون عائق أمام نمو رأس المال وبالتالي عائق أمام الرفاهية . وما أفرزته ازمة الرهن العقاري والأزمة المالية وما أخذته بعض حكومات الدول مثل المانيا وبريطانيا وأمريكا نفسها من إجراءات بضخ المليارات لإنقاذ بنوك ومؤسسات مصرفية وشركات صناعة السيارات,هو حلول أخذتها الحكومات ( أي الدولة ) أي إنها تدخلت وبقوة في الحياة الاقتصادية . وهذا تدحض مقولة إن الاشتراكية انقبرت إلى غير رجعة بل أثبتت وبالدليل القاطع إن الرأسمالية بدت تحفر قبرها بيدها . على الأقل الشكل الكلاسيكي لها . وهذا ليس بإرادة الحكومات فقط وإنما بإرادة الشعب واكبر دليل على هذه الإرادة هو فوز ولد عمنا الديمقراطي الأسمر باراك ولد حسين بن اوباما .
بو اركيله : يعني أللحين صارت أمريكا اشتراكيه
بو دوربين : لا . صارت اشتراكيه معكوسة أي تأخذ من الفقراء لتعطي الأغنياء إذ أخذت من مجموع ما قدمه دافعوا الضرائب لتنقذ أرباب المال والأعمال ولتنقذ الشركات لمضاربه الكبيرة . أي رسمشتراكمية .