قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتالسيد محمود الغريفي
 
رحيل الخال علي... بين حقانتين
شبكة النعيم الثقافية - 2008/11/28 - [الزيارات : 5658]

رحيل الخال علي بين حقانتين

بقلم: السيد محمود الغريفي
  في ليل الرابع والعشرين من ذي القعدة رحل خالنا الموفق علي أحمد جاسم التيتون بعد عمر من الألم الذي صاحبه وهو لطف من ربه ليضمن له كثير من الأمور في طليعتها البرزخ، فقد ورد عن مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): (إني أخوف ما أخاف عليكم البرزخ) ومع قاعدة الألم لطف نكون هذه النتيجة..
ورحيله بأي سبب كان هو من الحقانيات التي نعتقد بها، فنحن نقطع بأن الموت حق، والبعث حق، والحشر حق، و.. و.. ولذا لا نأسف على أن هذا القدر يجري على أي أحد من البشر بل نحتسب هذا الأمر عند الله، ولكن حسب مرتبة الفرد في وجداننا أو في عقلنا يكون التأثر وهذا ما حصل لموت الخال علي التيتون (رحمه الله) فقد تفاوتت درجات البكاء أو التأثر على رحيله، وأوضح لنا ذلك مقياس كل  ما في داخل المرء يظهر على فلتات لسانه أو قسمات وجهه.. ولا أريد أن أقترب إلى المشهد يوم ما يعرف بـ(كسر الفاتحة) – اليوم الثالث لرحيل الميت- وهو اليوم الذي أدركته فلربما يقودني إلى أن أقسو بعض الشيء على البعض وأكتفي بأن أقسو على شخصي الذي هو أول ما ينبغي أن ينتقد (والحر تكفيه الإشارة).. ولكني سأطل على الحقانية الأخرى والتي يجترها هذا السياق ويفرضها كواقع لا يمكن الفرار منه لأنه واقع مبتلى به جملة من العوائل في بلدنا العزيز.. وهو حقانية الميت علينا..
فكما نعتقد بأن الموت حق كذلك نعتقد بأن بتوجيب الميت حق، وأعني بتوجيب الميت هو القيام بكل ما ينبغي من آداب ورسوم شرعية واجتماعية وأخلاقية واقتصادية نحو الميت بدءا من احتضاره وحتى ما بعد دفنه، وهو ما يعرف بأحكام الميت.. وهو ما يقع التقصير فيه بنحو ما في الكثير من الأحيان، وعندنا في توجيب الميت ثلاث مساحات من الزمن:
• الأولى:
وهي لحظة الاحتضار، وهي من حيث الزمن في الأعم الأغلب تكون برهة من الزمن، ولكنها في بعض الأحيان كما في حالة خالنا علي (قدس الله نفسه الزكية) قد تكون طويلة، وهو ما يعبر عنه بالموت السريري أو الموت البطيء أو غير ذلك من الأسماء والمسميات.. وقد كان خالنا يدرك جيدا أنه يمضي نحو الله وأيامه بعد الأصابع لذا كان صابرا محتسبا وجملة من الأهل والأصدقاء كانوا يدركون ذلك، ولقد زرته قبل أسبوع من رحيله ووجدته راضيا بقضاء الله وقدره ومنتظرا لأجله..
• الثانية:
هي تلك اللحظة التي يعلن فيها وفاة المرء وما يستتبعها من زمن قصير لا يتجاوز الثلاثة أيام يتخللها تغسيل الميت والصلاة عليه ودفنها ثم عقد مجالس العزاء عليه حتى يختم العزاء في اليوم الثالث، كل هذه الأيام مشحونة بالحقوق والواجبات نحو الميت من أهله وأصدقائه، وأهل منطقته، وزملائه في العمل أو الحياة، وذلك لا يتحقق إلا بالتلاحم والترابط وتحمل المسؤولية.
• الثالثة:
وهي الزمن الطويل الذي يبدأ من اليوم الرابع للميت وحتى يوم يبعثون هي الأخرى مشحونة بالحقوق والواجبات نحو الميت وعائلة الميت، بدءا من التزام زيارة قبره والقراءة عنده، وعمل الخيرات من صدقات ومجالس ذكر الآل ثوابا لروحه والنيابة عنه في المستحبات كزيارة العتبات المقدسة، أو صلاة بعض الركعات المستحبة، وهكذا.. وإعانة أهله وعياله على مصاعب الحياة ومشقاتها وفتنها وابتلائاتها وهكذا..
في المحطتين الأولتين الرواية الثبت تقول والمشاهدة التي لا تقبل التردد تقول أن هناك قدر من التقصير قد وحصل لاداعي هنا لاستذكاره والكشف عنه مادام المجال مفتوح في المساحة الثالثة لأداء الواجبات والحقوق، وما دام يمكن تدارك التقصير نحو خالنا علي بعدم التقصير نحو الأموات اللاحقين، فكلنا لاحقون بمن سبقونا بالعزاء..
وجزى الله خيرا كل من وقف وصبر واحتسب في معاناة خالنا وقام بالواجب والحق، وصبر الله أهله وعياله وأحسن لهم العزاء وكتب لهم وله الأجر والثواب، ورحم الله من قرأ لروحه الفاتحة..

طباعة : نشر:
 
جميع المشاركات تعبر عن رأي كاتبها
 
الاسم التعليق