قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتالسيد رضوان الموسوي
 
العزوف عن العمل التطوعي ! حالة أم ظاهرة
شبكة النعيم الثقافية - 2008/01/29 - [الزيارات : 7404]

 

إن تقدم اى  مجتمع وتأخره يقاس في كل العالم بمدى ما يقدمه الفرد من عطاء على المستوى الاجتماعي والعلمي  والاقتصادي ، ومن هنا تأتى أهمية العمل التطوعي سوى في المجالات الاجتماعية أو غيرها ، إذ أن  تلك المشاركة المجتمعية تعطى  دفعة قوية للتماسك والتلاحم الاجتماعي وتقدمه .
 وفي منتصف القرن  التاسع عشر نشطت كثيرا العديد من المنظمات والهيئات الدولية والعلمية  سوى ذات البعد المحلى أو الدولي فى الإعمال والأنشطة  التطوعية  المختلفة ، وخصوصا  في الجانب الانسانى منها وكذلك  الجوانب الأخرى المتعلقة بالقضايا العلمية وحماية البيئة آو إشاعة السلام أو حملات الإغاثة  للمنكوبين من ضحايا الكوارث والحروب  .

وفى البحرين  لم يختلف الأمر كثيرا فقد نشطت قوى المجتمع هي الأخرى  في مجال العمل التطوعي والخيري  رغم افتقاده إلى الإدارة والتنظيم اللازمين له ،  إلا أن تطويره جاء مع الاستمرار المتواصل ، خصوصا وان الكثير من تلك الأنشطة التطوعية قد برزت في أحيان كثيرة  بشكل عفوي ودون تنظيم أو إعداد ، إنما جاء بدافع انسانى واخوي وضمن توجه ديني صرف ( مساعدة و إغاثة المحتاج أو المنكوب) وهو النشاط الذي أطلق عليه في ذلك الوقت اجتماعيا (الفزعة ) وعلى الرغم من بساطة الفكرة  التي قام  عليها النشاط إلا أنها كانت اللبنة الأولى لتأسيس  للعمل التطوعي في البحرين  ارتقت إلى مستوى متقدم فيما بعد  رسخت العمل الجماعي وغرس روح  والتكافل المجتمعي كثيرا في البحرين .

وفى السنوات الأخيرة  وخصوصا مطلع التسعينات من القرن الماضي واثر  التطور العلمي  والتكنلوجى وتقدم العمران الكبير  في البحرين) انبثقت مؤسسات متخصصة في التنمية الاجتماعية  بل وتأسست الكثير من المؤسسات الخيرية والاجتماعية التي عملت  في المجال التطوعي ( الجمعيات ، الصناديق ، اللجان ، الهيئات ) الخيرية . وساعدت على تثبيت وترسيخ اكبر لمفهوم تنميته العمل الاجتماعي التطوعي من خلال الأنشطة النوعية التي رفدت ذلك النشاط مجتمعيا. 
وقد اعتبرت تلك المرحلة بحق  ربيع نشاط  العمل التطوعي في البحرين ، وقد دلت على ذلك الأرقام الكبيرة للاانشطة التي نظمتها تلك المؤسسات في ذلك الوقت وقد استمر ذلك  لااكثر من عقد من الزمن .

إلا أنه مع مطلع القرن الجديد ( الألفية الثالثة ) بداء التراجع في حيوية النشاط التطوعي و العزوف عن الانخراط في الأعمال التطوعية والاجتماعية وبشكل ملفت ، مما أدى  إلى تجمد وتوقف الكثير من المؤسسات ذات الطابع التطوعي .
بل وأصبح من الصعوبة التوافر على أفراد وأشخاص متفرغين أو مهتمين  بالإعمال والأنشطة الاجتماعية ( التطوعية )  وعزوف كبير عن ذلك المجال و تحت عدة ذرائع وأسباب واهية ، منها الانشغالات الحياتية الأخرى ،  وضيق الوقت وكثرة الالتزامات المهنية والعائلية، والبعض يرى عدم الجدوى من ذلك العمل لعدم الاستفادة بأية عوائد ( حوافز وامتيازات ) مادية أو ماشابه . 
فما هو الحل ياترى ؟ وكيف السبيل  للتحفيز واستنهاض  الشباب للتصدي والمبادرة  للعمل  التطوعي وخدمة المجتمع ؟
ربما الأساليب والطرق القديمة ( التقليدية ) لم تعد تغرى الآخرون بالعمل في  تلك المؤسسات ( التطوعية ) لعدم شعور اى مشارك أو منظوى تحت تلك المظلة باى فائدة تعود عليه في الأغلب .
لذا أصبح لزاما أن يعيد القائمون على تلك  المؤسسات التطوعية وخصوصا منه ذات الطابع الإنساني أساليب وطرق أخرى أكثر  تحبيبا وترغيبا لذلك العمل الانسانى النبيل ، سوى  خلال وضع تصورات وأفكار برامج إدارية جديدة ،  أو رصد حوافز تشجيعية للعاملين في ذلك  الحقل ، مما  يرفد العمل التطوعي ويطوره وينميه ويقدمه  .

وهنا أرى أن بعض المقترحات قد تفيد وتعمل على استقطاب أفراد شابة من الجيل الجديد للانخراط في الأعمال التطوعية والإنسانية ومن تلك المقترحات :
1- تفعيل اكبر  للجانب والحس الديني من خلال  الاستفادة المنابر الدينية الإسلامية  ( الصلوات  بالمساجد ، والحسينيات )  والعمل على بث الوعي الديني ، والتذكير  بأهمية خدمة المجتمع وتعظيم  الثواب العمل به .
2- التركيز على الإعمال النوعية ذات الأفكار التطويرية للعمل الاجتماعي البعيد عن الأنشطة التقليدية المكررة .
3- تقديم امتيازات وحوافز للعاملين في المجال التطوعي من قبيل المكافآت والامتيازات في الخدمات العامة ( الإسكان ، المواصلات ، تذاكر السفر ، تعليم الأولاد ) وغيرها الكثير من الحوافز ، ورصد ميزانيات خاصة بها  .
4- ابتكار أساليب وطرق إدارية حديثة في العمل بعيدة عن الأساليب التقليدية وذلك من خلال توظيف أفضل  للتطور  الالكتروني والاستفادة مثلى لوسائل الإعلام وتطوعيها لذلك النوع من النشاط  في انجاز المهام وعمل الاجتماعات عن بعد ( الانترنت ) مثلا .
5- توفير المزيد من الدورات التدريبية في شتى المجالات، وتوفير مقاعد مخفضة بالجامعات والمعاهد للعاملين في ذلك النشاط.
وهناك الكثير مما يمكن أن تقدمه الدولة و المجتمع لتنمية وتشجيع  النشاط التطوعي، وفى نفس الوقت والتحفيز والترغيب  للانخراط فيه  ، وقد اهتمت الدول  الغربية كثيرا  بالشريحة المتصدية للعمل التطوعي ، ومن هنا أعطى المنضوون تحته الكثير من الإبداع والتميز والتنوع في العمل ، بل  واستطاع أن يحقق نجاحات كبيرة وسجلت  أعضاء بالمئات إذا لم يكونوا بالألوف  للخدمة في ذلك المجال  .

 فهل  آن الأوان أن نبداء من حيث انتهوا أو من حيث بدؤا ، لا نكون أخر الركب  ،  أم إننا سنقف حيث نحن  ننتظر من الآخرون مساعدتنا !! .


رضـوان الموسـوي

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م