في لقاء ودي وصريح تبادل فيه الطرفان هموم الوطن وزير الداخلية والغريفي يطويان صفحة "ما أثير بشأن عاشوراء"
النعيم - عقيل ميرزا طوى وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، والسيد عبدالله الغريفي صفحة ما أثير بشأن بعض المظاهر التي رافقت إحياء موسم عاشوراء هذا العام، وذلك خلال زيارة قام بها الوزير إلى السيد الغريفي في مجلس السيد علوي الغريفي بالنعيم أمس، كما قام الوزير في اليوم نفسه بزيارة إلى الشيخ عبداللطيف آل محمود في مجلس آل محمود وكذلك زيارة مجلس عائلة البوعينين في منطقة الحد.
واتسمت الجلسة التي جمعت الوزير وكبار مسئولي وزارة الداخلية السيد الغريفي بالصراحة والمكاشفة، إذ تبادل الجانبان هموم الوطن، وحفز كل منهما الآخر على حماية المكتسبات التي أوجدها المشروع الإصلاحي لجلالة الملك وعلى رأسها الأمن الذي أكد الطرفان بالدرجة نفسها ضرورة الحفاظ عليه، ودعمه.
وأشاد الغريفي بالدور الكبير الذي يقوم به وزير الداخلية وقال: "الجميع استبشر خيرا بتسلمه وزارة الداخلية وهو أمر لا يمكن أن نخفيه، وإننا سعداء بهذه الزيارة التي من شأنها تعزيز التواصل والحوار بين الوزارة والجهات الأهلية، ونتمنى أن تستمر هذه اللقاءات التي ستعود ثمارها على المجتمع بالصلاح".
وقبل الغريفي دعوة وزير الداخلية التي وجهها إليه أثناء اللقاء إلى زيارة وزارة الداخلية من أجل مزيد من التواصل، وبحث مجمل القضايا التي تستجد في الساحة.
وبدت الجلسة "أخوية" إذ نقل الغريفي فيها إلى وزير الداخلية مدى حرص العلماء على تعزيز الانتماء الوطني لدى الجماهير، مطالبا الحكومة بتعزيز هذا الانتماء من خلال تأكيده، وليس نفيه أو التشكيك فيه، وقال الغريفي: "ليس بيننا أبدا أبدا من يمس بهذا الانتماء، أو من يتخلى عن روح الولاء لهذا الوطن، ولو كان أحد بيننا يعبث بهذا الولاء فسنكون نحن أول المتصدين إليه، ولن يأتي اليوم الذي نقبل فيه من أحد التخلي عن الوطنية". وأكد الغريفي وجود خطوط حمراء لا يمكن القبول بالتعدي عليها وهي وحدة الصف الوطني، وأمن واستقرار هذا الوطن الذي ينتمي إليه الجميع، إذ قال "التأكيد على وحدة الصف مسئولية شعبية رسمية يجب على الطرفين المساهمة في ترسيخها، كما أن الأمن والاستقرار مسئولية مشتركة بين الحكومة والشعب، ويجب على الجميع المحافظة عليهما كل بحسب موقعه" مردفا أن حال "الاستنفار التي سادت الشارع قبل أيام" غير إيجابية، وقال "السلطة والصحافة ساهما في حال الاستنفار تلك، ونتمنى أن تقوم وزارة الداخلية بحملة مضادة لتلك الحملة التي شنت قبل أيام ومازالت دواعيها في الساحة".
كما نقل الغريفي إلى الوزير استياءه الكبير من تناول بعض وسائل الإعلام وخصوصا "الصحافة" ما أثير بشأن عاشوراء، وقال "إن أقلام الفتنة والتخوين يجب أن تتصدى لها الجهات الرسمية، تلك الأقلام التي تغنت بما أثير في الأيام القليلة الماضية، ولم تتورع عن اتهام طائفة بأكملها بالتخلي عن الوطنية، وخيانة الوطن، فهذا أمر غير مقبول ويجب التصدي إليه رسميا، ليشعر المواطنون بأن الدولة تحمي وطنيتهم ولا تقبل بالتعدي عليها من قبل أقلام لا تعرف عواقب ما تكتب، وأحذر أن البلاد ستتجه إلى متاهات لا تحمد عقباها إذا لم توقف هذه الأقلام". كما اشتكى الغريفي إلى وزير الداخلية من تعدي بعض الأقلام الصحافية على "الرموز الدينية"، وقال: "لا يمكن أن يقبل أحد بالتعدي على رمزه الديني، كالذي حدث للمرجع السيستاني، عندما وصف في الصحافة المحلية بالجنرال الأميركي، وإن ذلك من شأنه أن يوتر الساحة، وأن يحدث ردة فعل لدى الجماهير، نحن في غنى عنها ومثل هذه الحدود يجب أن تصان ويجب أن يحظر تعديها، وهذا لا يعني أننا لا نقبل الرأي والرأي الآخر، فنحن نقبل ذلك وندعو إليه إلا أن الاعتداء الشخصي على الرموز الدينية ليس من هذا القبيل".
وحث الغريفي وزارة الداخلية على عدم اللجوء إلى الصحافة والإعلام في حال حدوث مشكلة قد تشعر الجهات الرسمية ضرورة التصدي لها، وقال "لا يجوز تفجير موقف ما في الإعلام، ومن دون بحثه حتى مع ذوي الشأن، مثل ما حدث في موضوع عاشوراء، ويجب أن تطرح الموضوعات المشابهة وخصوصا الحساسة على طاولة البحث مع العلماء والجهات الأهلية للتوصل إلى اتفاق بدلا من أن يتفاجأ الجميع بوجود ذلك في وسائل الإعلام الأمر الذي قد يعقد المشكلة ويصعب حلها". إلى ذلك وجه الغريفي الجماهير إلى ترشيد الأساليب الشعبية في مختلف الأنشطة والفعاليات، وقال "نحث الجمهور على الابتعاد عن الأساليب التي تثير القلق والفتنة، والتصدع الوطني، ونطالبهم بوعي الشعار في كل ما يطرحونه في موسم عاشوراء، متمنين أن يكون جمهورنا واعيا لأهمية الحفاظ على أمن واستقرار الوطن، وأن يعيش ارتباطا بقيادته الدينية ورموزه العلمائية". من جهة أخرى أكد الغريفي دور وزارة الداخلية في التخلص من "بيوت الدعارة" المنتشرة في مختلف مناطق البحرين وخصوصا المنامة، وقال "وزارة الداخلية وعدت بأنها ستقوم بواجبها في ملاحقة هذه البيوت، ونحن نؤكد أننا سندعمها لتحقيق هذا الهدف، ولن نسمح للشارع بأن يقوم بممارسات لا تقبلها الجهات المسئولة إذا كانت الوزارة تقوم بهذا الدور، وهي بلا شك تلاحق هذه البيوت والأوكار التي تسيء إلى سمعة الوطن".
من جهته أبدى الوزير استحسانا للنقاط التي أثارها الغريفي، مؤكدا أن الوزارة ومسئوليها تفتح أبوابها في أي وقت للسماع إلى ملاحظات العلماء، والتواصل بينهم من أجل الصالح العام، إذ قال الوزير: "نحن لا نشكك في وطنية فئة معينة أو طائفة معينة ولا نفرق أبدا بين وطنية السني، والشيعي والجميع سواسية أمام الجهات الرسمية، كما أننا تعودنا في البحرين على أن نعيش روح الأسرة الواحدة التي لا تفرط في ولائها لهذا الوطن، ونحن مطمئنون لوطنية المخلصين من أمثالكم، وإننا محتاجون إلى دوركم الفعال الذي من شأنه دعم ما نصبو إليه". وتطرق الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة في حديثه إلى بحرنة وزارة الداخلية، وقال: "لايزال العمل جاريا في استقطاب البحرينيين ليقوموا بدورهم الوطني في خدمة وطنهم، ويمكن لكل من يزور مراكز التدريب التابعة لوزارة الداخلية أن يلمس ذلك بوضوح". كما أعرب الوزير عن شكره وتقديره لدور العلماء ورجال الدين في خدمة الشريعة السمحة وتنوير المواطنين بواجباتهم ومسئولياتهم تجاه الدين والوطن وتأكيد كل ما من شأنه ترسيخ الوحدة الوطنية.
وقال الوزير: "إننا من منطلق التوجيهات الملكية نحرص في وزارة الداخلية التي هي من المجتمع وإليه على التواصل والتعاون مع مختلف عناصر المجتمع المدني البحريني من علماء أفاضل وقادة رأي ومجالس أهلية لإبقاء قنوات التفاهم مفتوحة مع الجميع في سبيل الوحدة الوطنية والأمن الاجتماعي وسيادة القانون والنظام وذلك هدفنا جميعا في مختلف مواقع العمل الوطني". |