قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
أنشطة وفعاليات
 
حرموه من الإنجاب .. حذاء فليفل لازال شاهداً!!
ملتقى البحرين - 2003/10/10 - [الزيارات : 5802]

أجرت اللقاء: ليلى دشتي

تشكِّل هذه القصة التي رواها سجين سياسي محتجز في العام 1984م .. نموذجاً للعديد من أشخاص تم احتجازهم في السجون .. وهي توضح ثقافة تتمثل في وحشية الشرطة والتعذيب وإساءة المعاملة في العديد من مراكز الشرطة والسجون ومراكز الاعتقال المنتشرة في البلاد .. والتي سمحت بممارسة التعذيب دون هوادة ..

اعتُقل نادر النشيط، اثناء عودته من إحدى السفريات الدراسية في مطار البحرين في أغسطس 84م .. وأصرَّ طوال فترة استجوابه على براءته حتى عند تعرضه للضرب المبرِّح والمعاملة القاسية.



1. بوصفك أحد المعتقلين والمحكومين في الفترة الماضية، كيف تصف لنا عملية اعتقالك ؟؟
بين التوقيف في المطار والانتقال لمركز شرطة المحرق ومن ثم حضور خالد المعاودة مع عبد النبي بوشهري استغرق قرابة الثلاث ساعات وبعدها تم أخذي للبيت لإجراء التفتيش.

عائلتي كانت تعاني بسبب الانتظار والخوف والقلق .. ولم تدرك بأنني سأدخل عليهم مكبول اليدين .. فهي كانت تنتظر عودتي من السفر سالماً بفارغ الصبر .. ولكن صدمه العائلة كانت كبيرة عندما دخلت المنزل .. لم تتحمل والدتي منظر ما رأته مما دفعها في أن تسأل رجال الأمن عن السبب فحدثت مشادة كلامية بينها وبينهم .. وحينها هدد الجلاد عبدالنبي بأنه سيقوم بضرب الوالدة إن هي لم تلزم الصمت والهدوء .. وكانوا يفتشون البيت ويتلفوا كل ما تقع عليه أيديهم بشكل متعمد. ففتشوا الخزائن والثلاجات والغسالات والتلفاز وطبعا خربوها جميعا ..ومزقوا الأثاث والفراش والملابس والمواد التموينية وخلطوها ببعضها البعض.

بعد الانتهاء من التفتيش أخذوني لمبنى المخابرات بالمنامة ..قلت للمحققين .. "ما هي الجريمة التي تتهمونني بارتكابها"؟ .. فلم يكن جوابهم سوى الاعتداء عليَّ بالضرب .. قيدوا يديَّ خلف ظهري .. ثم كبلوا ساقيَّ .. وربطوا يديَّ بقدميَّ .. وبعد ذلك، مددوني على الأرض ثم انهالوا عليَّ بالضرب".

في أول دقيقة من الاعتقال تبدأ المساومات للحصول على المعلومات وتستمر .. وقال لي المحققون أنهم سيتوقفون عن عملية التعذيب إذا ما وقعت على اعترافات تقر بأنني متعاون مع جبهة تحرير البحرين الإسلامية .. إلا أنني أبيت الاعتراف بما لم أقترفه فزاد امتناعي من عملية التعذيب لي.

حاولت أثناء التحقيق معي أن أقول لهم بأنني برئ من كل التهم التي نسبوها لي ولكنهم كانوا يزيدون من جرعات التعذيب كلما رددت ذلك.
حتى أنهم كانوا يتنافسون في ضربي ففي إحدى المرات كان يسأل خالد المعاودة عبدالنبي كم عدد الضربات التي بإمكانك أن تنفذها بنعالك على وجهه؟ فأجابه بـ 30 ضربة واخذ يضربني على وجهي بطريقة همجية ومن ثم استلم خالد المعاودة الدور وأخذ يضربني هو أيضاً وبعدها قال لعبدالنبي هل رأيت لقد غلبتك فأنا ضربته أكثر من 40 ضربة.

جاءوا لي بأحد الأخوان والذي كان بادياً عليه آثار التعذيب .. ليظهروا أمامي بأنه اعترف علي .. وإنني مضطر الآن للاعتراف .. ثم جاءوا بأسامة حمزة ومحمد مرهون والسيد علي كانوا يقومون بمواجهتنا ببعض على أساس أنني من قمت بعمل تنظيمي وجمعت هؤلاء وكانوا جميعاً قد تعرضوا للضرب والتعذيب وكانوا بحالة يرثى لها وفي وضع مأساوي جداً لدرجة أن البعض منهم قد تغيرت ملامح وجهه من أثر الضرب.

تأوهتُ كثيراً وتألمتُ لمدة أربعة أيام مما كنت ألاقيه من ضرب مبرح على يد خالد المعاودة وعبدالنبي .. إلى أن جاء دور الجلاد عادل فليفل ليسقيني بدوره عذاباً أقسى مما لاقيته خلال الأيام الأولى .. ففي اليوم الرابع وفي حوالي الساعة السابعة مساءاً بينما كنت في غرفة التعذيب مع خالد المعاودة وحاشيته سمعتهم يستقبلون شخصاً بكلمة سيدي ويرحبون بعودته سالماً .. وحين دخل علي أدركت بأنه عادل فليفل والذي تولى منذ هذه اللحظة عملية تعذيبي وكانت تلك ليلة لن أنساها ما حييت.

في البداية أمرهم فليفل بربطي وتعليقي وقال لهم بأن أي فرد من عائلة النشيط أنا من سيتولى نزع الاعتراف منه .. وعندما علقوني تحدث معي فليفل وقال: أسمعني يا كلب أنا أتيت من السفر ومتعب من الرحلة لذا لا أريدك أن تتعبني معك والأفضل أن تعترف بسرعة فمد رجله على الطاولة في وجهي وأنا معلق بين الطاولة والكرسي .. فقلت له بأنني لم افعل شيئاً .. طلب مني السكوت وبعد عشرة دقائق أو أقل بقليل نفذ صبره هو وقال أي تعذيب نفسي ابدأوا بضربه ليعترف وفسخ غترته وعقاله وتقدم نحوي وقام يضربني بنفسه .. وأثناء ذلك كانوا الذين معه يسحبون الحطب الذي كنت معلقاً عليه فأقع على الأرض بقوة على رأسي مباشرة وعشت تحت هذا التعذيب لفترة ويغمى علي عدة مرات ثم يرشون الماء على وجهي لأستفيق ثانية .. حتى دخلنا منتصف الليل تقريباً خرج هو وأنزلوني وجعلوني أقف على قدمّي لليوم الثاني صباحاً .. جاء فليفل من جديد وربط يدي بأفكري بالباب بحيث من يقوم بفتح الباب أكون أنا والباب في الحائط .. يوم كامل كنت بهذه الحالة بين الباب والحائط وكل صدمة أحس بأن جسمي قد خارت قواه وأن عظامي أصبحت هشة ولينة بسبب الضربات .. إلى أن أغمي عليّ مجدداً .. وفي الليل أجبَروني على الانكفاء على وجهي وغالبا ما تكون اليدان موثقتان خلف الظهر مما يتسبب في خلع الأكتاف وتمزيق العضلات والأربطة .. وقاموا يضربونني بكعوب أقدامهم وبسلك حتى أفقد الوعي في أغلب الأحيان .. ثم ربطوني وعلقوني بطريقة الفلقة وفي هذه الليلة مارسوا معي أشكال أُخري من التعذيب الجسدي .. منها إطفاء السجائر في مواضع مختلفة من الجسد والذي كان يتفنن فليفل في إطفاءه بجسدي والضرب بالعصُي والخراطيم على اليدين والرجلين ومن شدة الضرب أنتفخ رجليّ ولم أعد اشعر بهما .. ومهما كانت ضرباتهم لم أكن أشعر بها في رجلي .. فما الذي فعلوه حينها؟؟

أخذوني لطبيب المركز الموجود في القلعة وقام بعمل شقوق في رجلي وأنا كنت أصرخ من شدة الألم واستنجد به فكيف بطبيب يفعل ذلك!! أليس من واجبه تخفيف الألم عني ومعالجتي أم فعل ما هو أسوأ. ولكنه أمرني بالسكوت أيضاً وأغمي عليّ لأنني لم أكن أقوى على تحمل المزيد من الآلام (تكررت معي هذه الطريقة لأكثر مرة). ولم أفق إلا وأنا في غرفة التحقيق ثانيةً حيث عادل فليفل بانتظاري والذي باشر ضربي على مكان الجرح مباشرة. وأصبت بحالة إغماء لثلاثة أيام بسبب الجروح التي في رجلي.
وبعد استردادي لوعي أمر عادل فليفل ساعده الأيمن عبدالنبي بربط يدي بالكرسي ورجلي بالباب عند غلق الباب كان رأسي يصدم بالحائط أما أثناء فتح الباب كنت أشعر بأن جسمي سينشق إلى نصفين وكلما يغمى عليّ يعيدون نفس الكرة ويرشونني بالماء البارد لأسترد وعي وتتكرر العملية لعدة مرات بجانب ما كان يفعله عبدالنبي في جلوسه بوزنه الثقيل على صدري وبطني حتى أوشك على فقد نفسي ثم تتغير الطريقة بربط أحد رجلي بالباب والآخر بالكرسي لم أكن أستوعب الآلام التي شعرت بها حينها فكانت أكبر من قدرة أي انسان على التحمل لدرجة إنني كنت أقول في قرارة نفسي ليتهم يعلقونني ولا يفعلوا بي هكذا .. وبعدها رموني في زنزانة لم تكن مصبوغة صباغ عادي وانما بالرش .. وكانت مظلمة وصغيرة وحارة جداً .. وطوال الوقت كنت أسمع صراخاً ولا أعرف من!

بعد هذه الأيام الثلاثة أخذوني رجال المخابرات لعادل فليفل مرة أخرى .. وجيئوا بمجموعة من الشباب الذين اعتقلوهم لنفس القضية وقال لي فليفل بأن هؤلاء جميعاً قد أعترفوا عليك فلا تحاول أن تنكر التهم التي وجهت لك .. فحتى أسيادك ومسئوليك وعلماؤك اعترفوا بالأخير .. فلا تجعل من نفسك بطلاً واعترف أفضل وإلا اضطررت لاعتقال أهلك كلهم بما فيهم أخواتك البنات ووالدتك وسترى ما يمكنني أن أفعله بهم أمامك .. فأخبرته بأنني لا أملك ما أعترف به ولكنني سأكتب ما تريده فلم يكن باستطاعتي التحمل أكثر .. فقام عادل فليفل بفسخ ثيابي كاملاً وبدأ بضربي بالحذاء على جميع أنحاء جسدي وكرر ضربه على رأسي مرات كثيرة وما زالت أثر الضربات موجودة على رأسي وصدري .. وبقيت لمدة ثلاثة أيام وفليفل يضربني على رأسي بكعب حذاءه .. فصرخت من شدة وبهذه الطريقة لم أستطع الصمود أكثر وقلت لهم بأنني مستعد للاعتراف ..
فطلب مني كتابة كل ما يرتبط بالتنظيم من البداية حتى ذهابي لمصر وعودتي وبحكم إنني كنت مضطراً أخبرته بأسم بعض أفراد عائلتي والذين كانوا خارج البحرين لأنني كنت مطمئناً بأنهم لن يصيبهم شئ .. ولكن فليفل لم يكتفي بذلك وأمرني أن أذكر بعض الأسماء من داخل البحرين أيضاً وفي مصر .. فاحترت وأخبرته بأنني لا أملك أية أسماء فكيف أقوم بكتابة شخص لا أعرفه .. وبالأخير وبسبب الجروح التي بيدي لم أستطع الكتابة فقاموا هم بكتابة الاعتراف لأوقع عليها .. ثم طلب مني قراءتها قلت له كيف وأنا لا أقوى حتى على الجلوس من شدة الألم فأخذوني إلى الزنزانة وبعد يوم جئت وقرأت الإفادة والتي تقول بأنني انتميت للجبهة في التاريخ الفلاني وإنني مارست النشاط السياسي وقمت بعمل تنظيمي ضد الدولة وكنت المسئول عن بعض المسيرات وإنني مارست نفس الأنشطة في دولة مصر .. إلى آخره .. وحين انتهيت من التوقيع قال لي فليفل ألم أخبرك من البداية بأنك ستعترف.

بعد التوقيع رجعت للزنزانة وبدأت معي حالة غريبة حيث كنت أشعر بنوع من الدوار فجأة وآلام بالرأس .. أخبرت الشرطي الذي يجلب لي الأكل بذلك ولكنه لم يهتم لكلامي ولم يفعل شيئاً .. وبقيت هكذا 20 يوماً ومعي هذه الحالة وتزداد سوءاً باستمرار .. غير الجروح المختلفة في جسدي والتي كانت تسبب لي آلاماً شديدة بسبب حرارة الجو وعدم نظافة المكان .. وبسبب الجروح في رجلي أصابني التهاب شديد وبدأت الفقاقيع الملوثة تظهر على رجلي بحيث لم يكن بإمكاني أن أمشي أو أتحرك .. ومما أذكره بأن في يوم من أيام الاسبوع أظن يوم الثلاثاء كانوا يأتون لي بوجبة الغذاء والتي كانت عبارة عن صالونة لحم فكنت آخذ العظام وأخبأها في الزنزانة وأستخدمها في فقع الفقاقيع .. وبدأ بمرور الوقت يتغير الجرح ويلتهب أكثر وكنت أرى أشياء تظهر وتسبب لي الألم وتخرج الأوساخ من الجرح دون أن اتلقى أي علاج صحي .. وبعدها ظهرت لي بقع زرقاء في مختلف أنحاء جسدي كانت أيضاً مؤلمة وغريبة وكنت أراها لأول مرة في حياتي .. كل هذا ولا يوجد أي شخص يسمع شكواي إلى أن أغمي علي في أحد الأيام وبقيت يومين كما أنا دون أن يعلم أحد بحالتي فلم يكن يدخل علي إلا الشرطي لجلب الغذاء والذي لم يكن مهتماً بي .. لدرجة أنه دخل نفس اليوم ورأى حالتي وجاء لأخذ الصحون ولم يكلف نفسه ليعرف سبب عدم تناولي للطعام.

وفي أحد الأيام جاء فليفل لزنزانتي وفتح الباب وسألني ما بك. لم أكن أعلم أنا بما دار حولي حينها وأفقت في المركز الصحي التابع للأمن في القلعة ومكثت هناك لثلاثة أيام تقريباً .. وعدت إلى الزنزانة من جديد.

بعد هذه الفترة استدعاني فليفل وتم تحويلي إلى التحقيقات الجنائية في العدلية .. وهناك حقق معي العكوري الذي لم يعجبه ما كان مكتوباً من اعترافات في ملفي وطلب مني اعترافات جديدة .. فقلت له بأنني أمضيت فترة طويلة تحت التحقيق والتعذيب في المخابرات واضطررت للتوقيع على أشياء لم أفعلها .. فقال لهذا أريد أن تعترف لي بالحقيقة .. فقلت له الحقيقة بأنني برئ ولم أفعل شيئاً .. فأمر رجل يدعى نسيم بأن يجعلنني أقف في الشمس لمدة يوم ويقوم بضربي .. ثم سألني العكوري إن كنت أريد الاعتراف فاخبرته بأنني لا أملك اعترافاً آخر .. فقام بضربي بيديه اللتين لم أكن أتحمل قوتهما كلما نزلتا على أذنّي. وعدت للتعذيب مرة أخرى من قبل العكوري وحاشيته وعندما كانوا يحققون معي، كنت أواجه الحائط بينما يداي مقيدتان خلف ظهري وكاحلاي مكبلان .. وعندما يشعرون أنَّ جوابي لا يتعلَّق بما يسألوني عنه .. كنت أتلقى العديد من الصفعات على أذني .. وكانوا يلطمون وجهي بالحائط .. فكنت أحياناً أصاب بنـزيف .. ويضربون زملائي أيضاً أمامي أو العكس .. وعندما رأى العكوري وبعد استمرار تعذيبه لي بأنني لا أملك معلومات جديدة وقفني في الشمس يومين متتالين وأغمي علي من شدة الإعياء وبعدها قمت بكتابة ما يريده العكوري .. ثم أخذوني لقاضي الاعتراف في المحكمة .. وسألني هل ما كُتب هنا صحيح فأنكرت صحة ما جاء في الإفادة وإنني وقعت على ذلك تحت التعذيب وقمت بفسخ ثيابي ليرى القاضي ما بجسمي من آثار للتعذيب .. فقال يكفي هذا وخرجت من عند القاضي .. لأعود للتعذيب لدى العكوري من جديد هذه كانت حالتي انتقل من ضابط لآخر ليمارس بحقي طرق التعذيب المختلفة .. وهذه المرة أستلم العكوري عملية تعذيبي وكان يردد لي بأنني لن أخرج اليوم من يده حياً .. وبدأ في تعليقي وإطفاء السجائر في جسدي .. على نفس مواضع الجروح في جسدي .. وبعد يومين أخذوني لقاضي التحقيق وبسبب ما كنت أعانيه من آلام قلت له بأن الكلام صحيح .. وكل ما جاء في الإفادة قمت به.

في التحقيقات الجنائية وُضعت في زنزانة صغيرة بها 35 شخص من مرتكبي جرائم مختلفة .. في هذه الزنزانة بدأت الحالة تعود لي مرة أخرى ففي إحدى الأيام بعد ثلاثة شهور تقريباً .. وكانت بالنسبة لي حالة غريبة وأخبرت بعض الشباب فقالوا احتمال أن تكون الحالة ناجمة عن الضرب وسأشفى بمجرد أن تطيب جروحي ولكن تكررت الحالة معي واستمرت .. في هذه الفترة كنت أراجع الدكتور ويخبرني بأنها حالة نفسية .. إلى أن أُغمي علي في السجن وبعدها مباشرة في حدود الشهرين أصابتني حالة الصرع .. فبقيت دون علاج لأكثر من سنة فزادت الحالة علي وأصبحت نوبات الصرع تصيبني باستمرار وبشكل متواصل .. وعندما رأوا ذلك قاموا بتحويلي على دكتور في العسكري ليفحص حالتي وقال بأنه يجب علي مراجعة طبيب بالسلمانية .. وكان وضع السجن سيئاً للغاية مما يزّيد المرض عندي .. فمما اذكره أنهم كانوا يأتون لنا بناس يتعاطون المخدرات وعندما يدخل هذا الشخص السجن ويتوقف عن التعاطي كان يتعرض لحالة مرضية بحيث يرجع بين كل فترة .. ولم يكونوا يقومون بالتنظيف ونجلس في الحجرة الضيقة والرائحة الكريهة غير الحشرات والجراثيم بسبب الرطوبة .. فكنت أنا الضحية حيث تتكرر حالة الصرع معي بسبب كل هذه الضغوطات .. أضربت عن الطعام ليومين حتى تم تحويلي على مستشفى السلمانية وكانوا يعالجونني بأدوية اكتشفت أخيراً بأنها سببت لي العقم وجعلتني لا أقوى على الإنجاب .. هذا إلى جانب استمرار حالة الصرع لدّي حتى الآن.

وطبعاً تمت محاكمتي لخمس سنوات قضيتها في سجن المنامة وكان المسئول عنا الضابط راشد وضابط آخر اسمه عبدالرحمن المرخي .. وخرجت منها وأنا أعاني من أمراض كثيرة أهمها الصرع وعدم القدرة على الإنجاب.



2- هل باشر فليفل ممارسة التعذيب معك شخصياً؟ وهل كان بشكل مكثف؟
نعم .. كان عادل فليفل هو من يقوم بتعذيبي طوال فترة التحقيق وانتزاع الاعتراف مني .. هو وحاشيته خصوصا المدعو عبدالنبي الذي كان ملقباً بالقط الأسود لشدة تعذيبه ووحشيته .. وكان الساعد الأيمن لفليفل وحاضراً معه في جميع جلسات التعذيب مع افراد آخرين من المخابرات .. وأذكر لكم نقطة أخرى نسيتها أن فليفل في إحدى المرات قام بضربي بدرجة هستيرية وكان الذين معه يضعون في فمي قطن فكنت اصل لدرجة الاختناق فيخرجون القطن من فمي وفي تلك الأثناء خرج من فمي الدم وتوسخ ثياب فليفل فقام بضربي بشدة وفقد السيطرة على نفسه إلى أن أمسكه عبدالنبي وأحد الضباط الذين كانوا في الغرفة وطلبوا منه أن يهدأ .. وأخرجوه من الغرفة ..

ومن الأشياء الأخرى أيضاً .. تعدي فليفل على الدين والمذهب وقوله بذكر ألفاظ سيئة .. منها تهديدي بالاعتداء علي .. وكان يردد لي دائماً كلمة ليستفزني .. حيث كان يقول لي أين ربك الآن ليخرجك مما أنت فيه .. وأين أهل البيت .. والمدرسي الذي هو جالس في ايران وسوريا وأنتم تعانون هنا .. فليأتي هؤلاء لإنقاذك ..

3- بشكل عام، كيف تصف اللقاء الذي أجرته الوسط مع عادل فليفل ؟
أنتهز هذه الفرصة لأوصل رسالتي لمنصور .. متى يمكننا أن نسمح لشخص كعادل فليفل أن يطرح رأيه من باب الرأي والرأي الآخر .. فهو إنسان لا يحمل أية نظرية ولا فكر معين .. فكيف نسمح لإنسان مارس التعذيب طوال حياته .. ليقول لنا رأيه ويبرر ما فعله تحت ذريعة حماية أمن الوطن .. ولقد سمعت من بعض المقيمين خارج البلد بأنه يجب علينا محاسبة منصور الجمري وجريدة الوسط على ما فعله من إجراء لقاء مع الجلاد فليفل ..
فإعطاء فرصة لفليفل ليعلن مظلوميته من خلال الصحف والجرائد هي طريقة خاطئة .. وكأنك تعرف عن شخص سارق ومعروف في المجتمع بأنه يسرق باستمرار فتعمل معه لقاء في الجريدة وتسأله هل أنت سارق أم لا؟؟ ومن البديهي أن ينكر هذا الشخص بانه انسان سيئ ويقوم بسرقة الناس .. فما الذي استفاده الناس من هذا اللقاء .. سوى بعض الأشخاص الذين سيصدقونه ويعتبرونه بريئاً حقاً ..

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م