الوسط - علي الموسوي
كرسيّه المتحرك وأدويته غادرت إلى العراق... والد المعوق الممنوع من السفر يؤكد:
شركة الطيران لم تعترف بتقرير «الصحة» والطيّار أهان ابني أمام المسافرين
التقرير الطبي الصادر عن وزارة الصحة ويثبت عدم
ممانعة سفر الشاب المعوق أكد والد المواطن البحريني المعوق الذي رفض طيار تابع لإحدى شركات الطيران، نقل ابنه المعوق إلى العراق يوم الجمعة الماضي (21 يناير/ كانون الثاني 2011)، أن الطيار لم يعترف بالشهادة الطبية الصادرة عن وزارة الصحة، والتي تؤكد عدم وجود أي ضرر على سفر ابنه.
واستغرب والد المواطن البحرين المعوق، الحاج عبدالكريم عيسى، عدم اعتراف الطيار بشهادة طبية صادرة عن الطبيب المعالج لابنه المعوق في مجمع السلمانية الطبي، وهو مستشفى حكومي، معتبراً أن «عدم الاعتراف بشهادة طبية صادرة عن وزارة الصحة، يعد سابقة خطيرة، وهي بمثابة إهانة للوزارة»، مستغرباً في الوقت نفسه «تغاضي وزارة الصحة عن الرفض، فهذا يفتح المجال أمام بقية المؤسسات والشركات لعدم الاعتراف بالشهادات الطبية الصادرة عنها (...)».
وقال إن حقائب ابنه وأدويته وكرسيه المتحرك الذي يستخدمه، تم نقلها إلى العراق، في حين أنه لم يسافر، الأمر الذي يعتبر مخالفاً لقوانين السفر، التي تمنع نقل حقائب أي مسافر، إذا لم يكن على متن الطائرة نفسها.
وذكر الحاج عبدالكريم قصة إنزال ابنه المعوق من الطائرة قائلاً «ذهبنا يوم الثلثاء (18 يناير/ كانون الثاني 2011) إلى مطار البحرين الدولي، إذ كنا على موعد مع الطيران، وكان برفقتي ابني المعوق وتم شحن جميع أدويته وأغراضه وكرسيه المتحرك في رحلة إلى العراق».
وتابع «ركب ابني الطائرة إلا أن الطيار رفض الطيران والشاب موجود على الطائرة بحجة أنه معوق، وطلبوا تقريراً طبياً، وبالتالي تم إنزاله من الطائرة أمام المسافرين، وهو ما تسبب في حرج له، وتردي حالته النفسية».
وأضاف عيسى «عدنا إلى مجمع السلمانية الطبي للحصول على التقرير الطبي، وذهبنا به لشركة الطيران، إلا أنهم أجلوا رحلتنا إلى يوم الخميس الماضي، فيما طلبنا أن تكون الرحلة يوم الجمعة».
وقال والد المواطن المعوق «بعد أن ذهبنا إلى المطار، طلبوا منا الانتظار لحين اطلاع الطيار على التقرير الطبي، على رغم تسلم شركة الطيران نسخة من التقرير قبل موعد السفر بيومين».
وأردف «لم نستفد من انتظارنا وتأجيلنا الرحلة شيئاً، فالطيار رفض ركوب ابني المعوق إلى الطائرة»، منوّهاً إلى أن «الغريب في الأمر أن ابني سافر إلى العراق في موسم الحج، ولم يواجه المشكلات والعراقيل التي وضعها الطيار أمامه».
وأكد أن «نحن لا نطلب أي تعويض مادي، فالقضية أبعد من أن نغلقها ببضع دنانير، إذ إن منع ابني المعوق من السفر إلى العراق، يعني أن جميع المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة، سيُمنعون من السفر من الآن فصاعداً، حتى وإن كان سفرهم للعلاج، وهو أمر غير معقول، ولا يقبله عاقل».
ووصف الحاج عبدالكريم ما تعرض له مع ابنه بأنه «إهانة من قبل طيار شركة الطيران»، محملاً الشركة المسئولية الكاملة لما يعانيه ابنه الآن من نفسية سيئة جداً، جراء ما تعرضوا له على مدى ثلاثة أيام.
وأكد أن «رئيس مجلس إدارة شركة الطيران يعلم جيداً بحقيقة ما تعرض له ابني وأنا من إهانة، ونأمل أن يتم التجاوب بشكل جدي مع الموضوع، ووضع حد لكل التصرفات الشخصية التي يقوم بها بعض الطيّارين». وأشار والد المعوق إلى أن «خاطبنا المسئولين في شركة الطيران، وأبدوا تعاطفهم معنا بعد حصولهم على التقرير الطبي، وأكدوا أن قانون الطيران لا يمنع نقل المعوقين، وإنما هو تصرف شخصي من الطيار، وأن التقرير الطبي يؤكد عدم حاجة ابني إلى أي خدمات طبية أثناء الرحلة، وعلى إثره قاموا بتغيير موعد الحجز إلى يوم الجمعة من دون متابعة مع الطيار الذي استفرد بقراره السابق ورفض دخولنا الطائرة للمرة الثانية».
وتساءل الحاج عبدالكريم «أين الجهات المعنية بحقوق المعوقين في البحرين لتقف معنا، وتعرف حقيقة ما يتعرض له المعوقين وذووهم للإهانة». وأضاف في تساؤله «أين وزارة التنمية الاجتماعية التي دائماً ما تؤكد على حقوق المعوقين، ووجوب التعامل معهم تماماً كما يتم التعامل مع الإنسان السليم، أليس من الأجدر أن تتخذ موقفاً، وتضع حداً للإهانات التي يتعرض لها المعوقين من قبل شركات الطيران؟».
|