بسم الله الرحمن الرحيم
"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم
من قضى نحبه، و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا"
صدق الله العلي العظيم
إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء إلى يوم القيامة
وفي رواية لا يسدها إلا عالم مثله
أيها الأخوة المؤمنون
أيها الأحبة
بإسم سماحة العلامة المربي السيد عبد الله الغريفي و بإسم العاملين في مكتبه أتقدم إلى مولانا صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف و إلى المراجع العظام و العلماء الأعلام و الحوزات العلمية و إلى الأمة الإسلامية و إلى شعب البحرين العزيز و إليكم جمعيا أحر التعازي برحيل سماحة العلامة المرجع الكبير آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله تغمده الله بواسع رحمته و أسكنه الفسيح من جناته.
كان رحيله بحقٍ فاجعة للجميع فلم يفقده لبنان فحسب و لم تفقده الأمة الإسلامية فقط و لكن فقده العالم أجمع إذ كان سماحته منفتحا على الجميع وكان مدرسة للحوار مع الآخر إنفتح على الإنسان بكله و عاش الإسلام وعيا في خط المسئولية وكان رحيله خسارة كبيرة لا تعوض و كما قال سماحة الأب المربي العلامة الغريفي في بيان النعي الذي أذيع بالأمس من بيروت أن السيد جمع في قلوب المحبين أحزانا جمعت كل أحزان التاريخ.
لقد عاش فقيدنا الراحل الإسلام و عيا في خط المسئولية وواجه الكثير من مؤامرات الاستكبار العالمي الذي حاول كسره فما استطاع و كان يخرج من محاولة أي أذى به أقوى و أكبر و أصلب.
لقد كان رحمه الله مدرسة وكان داعية للحوار بالحكمة و الموعظة الحسنة و الكلمة الطيبة و كان نهرا متدفقا من العلم و المعرفة و كان أبا و مرشدا و داعما للمقاومين الشرفاء في المقاومة اللبنانية و حركات التحرر الأخرى.
لقد فقدت الأمة الإسلامية برحيله رائدا كبيرا للوحدة الإسلامية و الوطنية و مدافعا جريئا عن القضية الفلسطينية و حق الشعب الفلسطيني المقهور.
رحل رجل الفكر الذي لم يتوقف قلمه و عطاؤه حتى آخر لحظة من لحظات عمره الشريف المبارك و كان فيض عطاءه يعم الجميع منذ نعومة أظفاره حتى إسلامه الروح لبارئها.
حقا كما قال الشهيد الصدر الأول : إن كل من ترك النجف فقد فقد النجف إلا السيد محمد حسين فضل الله فقد فقدته النجف عندما غادرها.
رحمك الله يا أبا علي و تغمد روحك الجنة في جوار أجدادك الطاهرين و جزاك الله خير الجزاء عن الإسلام و أهله و ألهم دويك و محبيك و تلامذتك الصبر و السلوان و إنا لله و إنا إليه راجعون.
مكتب العلامة السيد عبد الله الغريفي
22 رجب 1431هـ
|