في إشارة إلى الحملة ضد «النائب جلال فيروز» العلامة الغريفي: المزايدات على الوطنية تهدر القيمة الحقيقية للوطن
أكد سماحة العلامة السيد عبدالله الغريفي في حديث ليلة الجمعة الماضية بمسجد الإمام الصادق (ع) بالقفول أنه حينما تتحول الوطنية والولاء للوطن عناوين للمزايدة الرخيصة، وكلمات للإعلام الكاذب، تهدر كل القيمة الحقيقية للوطن، وتموت المعاني الكبيرة للوطنية، مشيراً إلى أنه من حق أي إنسان أن يعبر عن حبه وعن ولائه للأرض والوطن، ولكن أن يسوق الاتهامات كما يحلو له وأن يخوّن كما يشاء فهذه جريمة في حق الوطن.
وقال سماحته إن هناك سباقاً محموماً في هذه الأيام في كيل التهم لأتفه الأسباب كلمة تصدر ببراءة تامة بعيدة كل البعد عن الحسابات السياسية تتحول إلى «مؤامرة كبرى» و«خيانة عظمى» في حق الوطن، وتطبل وتزمر صحف المزايدات الرخيصة وتنادي بالويل والثبور، وتتباهى باكتشاف خطوط التآمر والخيانة والولاء للخارج، لافتاً إلى أنه حتى لو تمتمت شفتا إنسان بذكر الله تعالى لقال تجار الوطنية الكاذبون إن هذا الإنسان يشتم الوطن ويشتم النظام.
وتساءل سماحته «إلى أين تتجه الأمور إذا بقيت لغة التخوين والتآمر هي اللغة السائدة في هذا البلد؟»، موضحاً أن كلمة بريئة لا تخرج عن سياق أدب المجاملات - هذا إن صدرت - تخلق فزعاً ورعباً وضجيجاً وصخباً ويتداعى حماة الوطنية المزايدون لمواجهة الخيانة العظمى لهذا الوطن.
وذكر سماحته أن لقاءات عادية هنا أو هناك تتحول في نظر المزايدين إلى لقاءات تآمر وخيانة، وتدخل في شؤون البلد، مشدداً على أنه في حال بقيت هذه اللغة هي السائدة، وبقي هذا التهويل هو الحكم، فالويل كل الويل لهذا الوطن.
وأضاف «ليست المسألة سذاجة في الفهم، وخطأ في التفسير، وخلل في الرؤية، أخشى ما نخشاه أن يكون وراء هذا التهويل مشروع اجتثاث لرموز ولشخصيات ولكيانات لها وجودها وثقلها في هذا البلد، ومشروع تدمير لطائفة كبيرة لها تاريخها في هذا الوطن».
وأمل سماحته «ألا تكون هذه الهواجس صادقة، فنحن قلقون كل القلق أن تعطى هذه القضايا الصغيرة هذا التضخيم وهذا التهويل»، مؤكداً أنه من حق البعض أن يقول إن هذه الزوبعات والتهويلات تهدف إلى التغطية على أمور وفضائح باتت ترعب المواطنين وتهدد أوضاع هذا البلد.
وأبدى سماحته استغرابه من أن تكون كلمة صادرة عن عفوية، وأسوء احتمال أن يقال إنها غير ملائمة، أو إنها غلطة، هذا إن لم نحسن الظن، أما أن تتحول إلى موقف يهدف إلى هدر كرامة وشرف البحرين فهذا كلام وراءه ما وراءه، متسائلاً «خمسة وعشرون مليار دينار تسرق من أموال الدولة لا يشكل هدراً لكرامة البحرين، أكبر عملية نهب للثروات العامة لا تشكل هدراً لكرامة البحرين»!
وأردف «أكثر من 150 كيلومتراً مربعاً من أراضي البحرين مسلوبة لا يشكل هدراً لكرامة البحرين، أخطر فساد وأسوء فضيحة لا يشكل هدراً لكرامة البحرين، تجنيس مرعب يهدد النسيج التاريخي والحضاري لشعب البحرين لا يشكل هدراً لكرامة البحرين، تمييز مذهبي يغذي روح الطائفية المدمرة، ويمزق اللحمة الوطنية لا يشكل هدراً لكرامة البحرين، مشروعات تروج للفسق والفجور والدعارة وتعبث بقيم البلد وأخلاقه لا تشكل هدراً لكرامة البحرين»!
وأضاف سماحته «نحن مع كرامة هذا البلد، مع استقلاله مع أمنه واستقراره وضد كل محاولات العبث بهذه الكرامة، وهذا الاستقلال، وهذا الأمن والاستقرار، ونحن ضد كل أشكال المزايدة الكاذبة، وكل أشكال التهويل الزائف»، مخاطباً كل تلك الجهات التي تقود هذه الحملات إلى وقف المزايدات والتهويل والتحريض، فهذا يقود البلد إلى منزلقات خطيرة، ومنحدرات مرعبة، ومسارات مدمرة. |