«الوفاق»: تحركات رسمية للإفراج عن مشيمع والمقداد
النعيم - علي الموسوي
كشف الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان، عن تحركات رسمية واتصالات تقوم بها الجمعية مع كبار المسئولين في الدولة للتوصل إلى حل بشأن إطلاق سراح الناشط السياسي حسن مشيمع والشيخ محمد حبيب المقداد، مؤكداً أنه وحتى الآن لا توجد أي ردود إيجابية، وأن «الوفاق» مستمرة في السعي لإطلاق سراح مشيمع والمقداد. جاء ذلك خلال لقاء مع المواطنين عُقد مساء أمس الأول (الخميس) حول آخر تداعيات الوضع السياسي، بمأتم النعيم الغربي.
وأكد سلمان أنه ليس من مصلحة أي حكومة أو نظام العيش في حالة من التوتر الدائم، إذ توجد الكثير من السبل والخيارات التي من شأنها تهدئة الوضع ونشر الأمن والاستقرار، مبيناً وجود جهات كثيرة داخل الحكومة لها الدور فيما يحدث على الساحة البحرينية حالياً، وعند قول كلمة «الحكومة»، فإن القصد منها جهات كثيرة وليس جهة واحدة فقط.
وأشار سلمان إلى عريضة نخبوية سيوقع عليها كبار الشخصيات والنخبة في البحرين، يطالبون فيها بالإفراج عن المعتقلين، أو ما يسمى بـ «متهمي الحجيرة»، وأن هذه العريضة سترفع إلى عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ليتبيّن له موقف تلك الأطراف من اعتقال مشيمع والمقداد، متوقعاً أن يتم إطلاق العريضة خلال الأيام القليلة المقبلة.
ورداً على مداخلة بشأن الإجراءات التي ستتخذها كتلة الوفاق حول ما يسمى بـ «التجاوزات»، قال سلمان إن هناك خطة لاستخدام الأداة البرلمانية لمحاسبة وزارة الداخلية بشأن ذلك، من خلال توجيه الأسئلة وفتح لجان التحقيق، لافتاً إلى وجود أدوات أخرى غير الأسئلة تستخدمها الوفاق لكشف التجاوزات.
وأوضح أنه: «يجب ألا يدفعنا الشعور بسوء الأوضاع إلى القيام بأفعال لا ينظر إلى الجدوى منها، فأحياناً بعض الناس يتخذون بعض الخطوات، ولا يجدون أي نتائج إيجابية من خلالها»، مضيفاً: «أي خطوة غير موضوعية وليست مبنية على دراسة للنتائج التي ستلي تلك الخطوة، لا جدوى من القيام بها».
ولفت سلمان إلى «ضرورة قراءة الوضع الإقليمي والدولي، وعدم الاكتفاء بقراءة الوضع المحلي والاستغراق فيه، وصحيح أنه يعد العمود الفقري لكل التحركات، لكن لابد من النظر إلى الأوضاع الإقليمية»، منوّهاإلى أن: «المعارضة يجب أن تضع شعاراتها وفقاً لقراءتها للأوضاع الإقليمية والداخلية، ولا تأخذ الوضع البحريني بمعزل عن الأوضاع في دول مجلس التعاون وبقية الدول العربية».
وأفاد سلمان «كل البلدان، وخصوصاً الصغيرة منها، تكون أكثر حاجة لقراءة ما يدور في البلدان الكبيرة، ذلك أنها درجة تأثرها -الصغيرة- أكبر من البلدان الكبرى، ويعد ذلك ضرورياً لكل الدول، ولابد من الاستفادة منها بحسب ما ينفع ويفيد الوضع الداخلي الذي نعيشه».
ودعا سلمان إلى نشر ثقافة تعدد وجهات النظر، وكيفية التعامل مع الآراء المخالفة، إذ إن ذلك واقع لا تستطيع المثالية أن تمحيه، فهي أساساً لا توجد في البحرين.
وتابع: «يجب ألاّ تتحول وجهات النظر إلى صراعات سياسية ودينية واجتماعية، ولا أن يؤدي الاختلاف السياسي إلى الاختلاف الديني والاجتماعي، ويكون وسيلة تتغير بها العادات الاجتماعية في المجتمع، وعلينا أن نرقى لوجود وجهات نظر مختلفة». |