قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
تغطيات صحفية
 
عَسفُ الحديد.. الحلقة الثالثة
حسين المحروس.. جريدة الوقت - 2008/12/22 - [الزيارات : 3126]

عَسفُ الحديد.. الحلقة الثالثة

الوقت - نص وتصوير: حسين المحروس:


أخذت سوق الحدادة في المنامة شكلاً مربعياً تقسّم إلى حوالي أربعة عشر مربعاً يشكل كل واحد منها ورشة صغيرة مفتوحة على الورش الأخرى إذا سمحت أكوام الحديد والصناديق بذلك، وهي نادراً ما تسمح. يتكون كل مربع ''ورشة'' من: حفرتين بينهما سندان ضخم هو مركز الورشة الصغيرة، مصهر صغير ممتلئ بالفحم الحجري الأسود اللامع، وبطاقة اندفاع الهواء من منفاخ ضخم، يحركه ساعد الحداد الأيمن بحركة عمودية للأسفل والأعلى. الأولى تدفع الهواء نحو النار فتذكيها، والثانية تسمح للمنفاخ بالامتلاء بالهواء. عملية التنفس هذه هي التي تبقي النار حيوية على قيد الحياة.
الحداد الذي يتولى عملية إدارة المنفاخ غالبا ما يكون هو المسؤول عن إخراج الحديد من المصهر وتثبيته على السندان، بينما يقوم الحداد الآخر بمجهود لا يقلّ عن الأوّل، يرفع أكثر من نوع من المطارق الثقيلة يهوي بها على جمرة الحديد يعسفه بها. ولكل مرحلة في تشكيل الحديد مطرقة، ولكل مرحلة صوت. فكلما احمّر الحديد خفت صوت طرقه. يعلو منه الصوت، ويصعب تشكيله كلما اسودّ وبرد. المرأة الباردة أيضاً يصعب تشكيلها على سندان السرير. علاج الرجل البارد مطرقة عظيمة على رأسه وهو نائم. البارد ضربٌ من الحجارة.
أما اللمسات الأخيرة فيتولاها الحداد الأوّل، الذي يملك حرية تقليب الحديد على السندان. في الورشة الصغيرة كلّ شيء باتجاه السندان مركز المربع، مركز الرزق: الحدادان، المصهر، والخلق الجديد للحديد.
يروي الشاعر قاسم حداد عن تنوّع إيقاع المطارق في سوق الحدادين بالمحرق ''عندما عملت مع والدي في الحدادة، كانت لي عدتي ومطارقي الخاصة، وعشت في سوق الحدادين، حيث كان إيقاع المطارق يشكل جوقة متداخلة يستطيع المرء، بفعل الخبرة، أن يميز، عن بعد، حجم المطرقة ونوع الحديد المطروق، وما إذا كان محمياً أم بارداً، ومن المشوق أيضاً أن تنصتَ إلى الحداد وهو يتلاعب بالمطرقة حيث: طرقة على الحديد طرقتان على السندان. وأذكر أن أحد الحدادين كان يبالغ في تنويع إيقاعه متلاعباً بمطرقته، حيث كان يضع بجانب سندانه قطعة من الصخر الصلد، زاعماً أنها نوع من الحجارة تشحذ المطرقة، وتصقلها لتحسن تطويع الحديد الخارج من النار، وكان ذلك ضرباً من الاستمتاع وتبجيل العمل، بتحويله إلى طقس يزخرفه الإيقاع المبتكر الذي تخلقــه مخيلــة العامل''. (ورشة الأمل، قاسم حداد، 2004)
في المنامة أو المحرق الحديد يتواضع في سوق الحدادين ويخضع أمكنته، وتصبح حفر الحدادين مصادر للقوة، والرزق والكتابة. يهبط الحداد في حفرة مصفحة تحميه حتى نصفه الأسفل. وهذا ما يمكنه من الاقتراب من السندان بصدره، ويهب ساعديه قوة طرق مستقيمة ممتلئة بدفع ومساندة من ظهره الذي لولا الحفرة لتقوّس وغابت قوة ساعديه. بهذا الوضع يصبح ثقل الجسد كلّه في كلّ طرقة.

http://www.alwaqt.com/scat.php?cid=62

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م