قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
تغطيات صحفية
 
عسف الحديد..
حسين المحروس.. جريدة الوقت - 2008/12/09 - [الزيارات : 2725]

عَسفُ الحديد..

نص: حسين المحروس - تصوير:فريد البيات:
«صباحاتك لا تتشابه، ولا ينالها الملل: صفتان من الماء يهبهما للذين يبتكرون الضوء فيه! تُشكِّل يومك مثلما يُشكّل الحداد أبو هلال الحديد الأحمر المائع في عَمارة الحاج محمد حسن، في حفرة بدكانه المبني من الصفائح المعدنية (الجينكو). حفرة قال عنها وعنهم قاسم حداد:
''حدادون مصلوبون في حفرٍ مصفحةٍ
لتنثالَ الكتابة في نشيج النار
نهراً في المجامر يُوقظ الفولاذ''.
باب الحداد أبوهلال إلى الشرق، قريب من نادي الحيّ الثقافي. مكان متواضع جداً ربما لهذا السبب أيضاً يتواضع الحديد لأبي هلال ينصهر بين يديه ليحتمل قسوة ماء البحر! أكثر ما ينتجه أبو هلال للبحر: مسامير متينة للغاية بأحجام مختلفة، يُسمى كلُّ واحد منها (مسمار حدادي)! وهي تعني أنّ هذا المسمار من صنع حدادة البحرين، وليس من تلك التي تحضر من بلاد الهند، عندما يزاد الطلب على المسامير، فلا يستطيع الحدادةُ تلبية متطلبات القلافين!».
يتفصّد جبين أبو هلال عرقاً حتى في فصل الشتاء! أليس عمله في تخليق النار؟ وحده الحديد لا يتكلم حتى يكون في قمة خجله! يحمّر كلّه ليستوي كلّه! يغريك مشهده الناريّ، وتودّ لو كانت مطرقة أبو هلال في يدك. تأسرك حمرة الحديد، جمرته، أليس الجمال يحرق؟ ترتد حمرته سواداً فجأةً عندما يضع أبو هلال الحديد في الماء، ويخفتُ جماله! وقبل أن يهدأ فيه كلّ شيء يصرخ في الماء..إ شششِشش! (يُبَرْبِق) الماء! تتنفس النار لتموت! خاتمة الجمال صرخة! وخاتمة حمرة الحديد سواد وقليل من الدخان يشبه إعلان ما تبقى من كرامته، وخاتمة أيةِ ثورة سرقتها! ستعرفُ أنّ للماء وجعَ الانطفاء أيضاً، مثلما له بهجة الضوء.
في العام 1985 كانت كاميرا الصديق فريد البيات وبترتيب من أحد طلابه في جامعة البحرين تلتقط كلّ شيء في سوق الحدادة الكائن في وسط السوق القديم بالمنامة: الوجوه، الثياب، الحفر المربعة تحبس الحدادين، العرق، برادة الحديد، حمرة النار في قلبه، التعب، أكوام الحديد، سواد الحديد في الأيدي والوجوه، ضوء الشمس يخترق السقف على استحياء فلا يضيء المكان غير حمرة الحديد. كلّ شيء بلون الظلّ في هذا المكان إلاّ قلوب الحدادين بلون جمرة الحديد. ما أكبر اتساع خواطرهم للرزق وللزائر الجديد. يشتري، أو يتسلى، أو يفرّج عن همّه بتواضع الحديد القاسي جداً بين أيديهم. القسوةُ تنصهر في المكان المنتخب.
فريد البيات يعرف جيداً كيف يصوّب عدسته العالمة نحو الكادحين في سوق الحدادة في المنامة، حتى أكاد أسمع صوت المطارق في صوره، أنفاس الحدادين، ميل أجسادهم نحو قبلة الحديد، استدارتها نحو المصهر الصغير، إذكاء ناره بالهواء ونار الرزق، تخليق نيات المشترين في شكل الحديد، تخليق أرزاقهم. لا وقت للكلام في هذا المكان. الوقت كلّه للقوت.


- فريد البيات: أكاديمي بحريني يعمل الآن على إنجاز رسالة الدكتوراه
في تصميم إنموذجاً لتعليم التصوير الفوتوغرافي باستخدام الوسائط المتعددة التفاعلية

http://www.alwaqt.com/art.php?aid=141477

طباعة : نشر:
 
جميع المشاركات تعبر عن رأي كاتبها
 
الاسم التعليق