قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
تغطيات صحفية
 
أهـــــل الجَـــزافـــة.. أهــــل الكــــــلام
حسين المحروس جريدة الوقت - 2008/10/31 - [الزيارات : 2658]

أهـــــل الجَـــزافـــة.. أهــــل الكــــــلام

الوقت - نص وتصوير: حسين المحروس:

فلّما وصل الجزّاف عبدعلي سعيد الخنيزي (55 سنة) سوق بيع السمك بالجملة في المنامة فجراً طاف بالسوق كلّه قبل أن يستقر في زاويته. لم يقتصر مروره على التحية والسلام. هو مرور الفاحص المختبر لعطايا البحر في السوق. يسجل كلّ شيء في خاطره، يسأل الصيادين عن حال البحر، عن صيدهم، عن غَلبة نوع من السمك على بقية الأنواع، عن كثرته، عن قلته، وعن الحمرة في أعينهم لفرط التعب. فإذا ما انتهى استقرّ في زاويته، وقد سبقه بعض الصيادين بصناديق السمك ''ما شاء الله''. يدعو لهم بالخير والبركة في يومهم، وصيدهم. زوايا الجزّافين مهابط رزق الصيادين.
يحيط الجزّاف ''الخنيزي'' أكثر من خمسة وثلاثين صياداً، يتفاوتون في المجيء والغياب، وفي كثرة السمك وقلته، وفي طرق صيده وأماكنه التي انتخبوها. لكنّهم يشتركون جميعاً في حضور الهمّة والحيوية وفي أمنيتهم التي يلمحون السماء بها كل يوم: أن يدخلوا خفافاً ويخرجوا ثقالاً.
- ها؟ خاطرك في شراء هذا الصندوق؟ بعشرة دنانير فقط.. هذا السعر لك أنت وحدك.
لا يحتاج ''الخنيزي'' كثيراً ليبدأ في البيع. ذلك صوته الهادئ يسبق نية المشتري. يعرفه من تردد عينيه على صندوق سمك ''التونة''، الذي جعل سعره في ذلك اليوم ''عشرة'' دنانير فقط. لم يحدث اتفاق علني بين الجزافين على وضع الأسعار. نظرته الفاحصة للسوق جعلت سعر صندوق سمك ''التونة'' عشرة دنانير. لن يختلف السعر في السوق إلا ما ندر. فتلك دراية تأسست واستقرّت.
- سمك الكنعد بخمسة وثلاثين ديناراً.. يا الله بسرعة.. تحرّك.
فظننته يعني صندوق سمك ''الكنعد'' بخمسة وثلاثين (35) ديناراً. لكن الأمر لم يكن كذلك. وجدت المشتري يحسب عدد سمكات الكنعد في الصندوق المليء بالثلج، ولم يفعل ذلك مع سمك التونة. سألته فقال ''هنا الأمرمختلف.. هذا ليس سمك تونة.. هذا كنعد له حساب واتفاق مختلف في السوق''. ''السومة'' بخمسة وثلاثين ديناراً. أي لكلّ عشرين سمكة كنعد (35) ديناراً. ويسمونه ''الكود'' أيضاً.. ''السومة'' يتدخل في تحديد سعرها البحار أيضاً. فأنت تقول له مثلاً بعد أن تنظر في السوق، وتأخذ في الاعتبار الموسم، وحجم السمكة، ومكان صيدها أنّ ''السومة'' بثلاثين ديناراً فقد يحتج ويقول: لا.. بخمسة وثلاثين ديناراً. وعندما يكون حجم السمك كبيراً تصبح ''السومة'' بخمسة وثلاثين لكلّ عشر سمكات لا عشرين''.
لا يبدأ الجزّاف ''الخنيزي'' في بيع سمك ''الكنعد'' حتى يرضى الصياد عن ''السومة''. ستكون نسبة الجزّاف من أيّ نوع من السمك خمسة في المئة (5%) من إجمالي سمك كلّ صياد. هذا هو المتعارف عليه في السوق، لكن ''هناك من يأخذ أكثر من هذه النسبة'' يقول ''الخنيزي'' ذلك، لكنه لا يسمي أحداً من الجزافين، ولا يطيل في مناقشة هذا الأمر. يشير إلى أهمية أن يجاهد الجزّاف من أجل الصياد الذي وثق فيه، ووضع أمله، وصناعة يومه بين يديه.
يعيد له مشترٍ ثلاث سمكات ''تونة'' يقول إن بها إصابات بالغة يصعب بيعها على الناس في السوق، فيطلب منه ''الخنيزي'' استبدالها بهدوء من صندوق سمك ''تونة'' آخر، ويشير إلى الصياد ''صاحب الحلال'' بأن يقطعها، ويستخدمها في ''قراقير'' صيد السمك الكبيرة بعد نقعها جيداً في دم السمك. بهذه الطريقة أنهى الأمر وأبان عن حرصه واهتمامه بشؤون الصياد.
يقوم أحد المشترين بحساب عدد سمكات صندوق ''الكنعد''. قال عددها أربعون وطلب من الجزّاف ''الخنيزي'' عدم حساب سمكة واحدة لأنّها ''مضروبة''. رفض ''الخنيزي'' هذا الطلب وأشار إلى أنّها من آثار الشباك ليس أكثر، وأنّه خفض له في سعر البيع قليلاً.. وبحركة سريعة من يده يشير إلى ضرورة الانتهاء من البيع والدفع نقداً حالاً.

 http://www.alwaqt.com/scat.php?cid=62

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م