قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
تغطيات صحفية
 
التصوير، ‬أن تجد مَنْ يشتمك
الوقت‭- ‬ حسين‭ ‬المحروس - 2008/02/09 - [الزيارات : 2568]

 

‭     ‬هل‭ ‬على‭ ‬المصور‭ ‬الفوتوغرافي‭ ‬أن‭ ‬يحترم‭ ‬رغبات‭ ‬الذين‭ ‬أمامه‭ ‬دائماً؟‭ ‬هل‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يسألهم،‭ ‬يستأذنهم،‭ ‬ويحصل‭ ‬على‭ ‬موافقتهم‭ ‬للتصوير؟‭ ‬هل‭ ‬على‭ ‬المصور‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬شروط‭ ‬تصوير‭ ‬الناس‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬باله‭ ‬أين‭ ‬ما‭ ‬حضر‭ ‬بكاميراته؟‭ ‬هل‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يتردد‭ ‬دائما‭ ‬قبل‭ ‬توجيه‭ ‬كاميراته‭ ‬اتجاه‭ ‬شخص‭ ‬ما؟‭ ‬أن‭ ‬يسأل‭ ‬نفسه،‭ ‬أو‭ ‬الذين‭ ‬جواره‭: ‬هل‭ ‬أصورهم‭ ‬أم‭ ‬لا؟‭ ‬
‭    ‬يعرف‭ ‬مصورو‭ ‬البحرين‭ ‬الفوتوغرافيون‭ ‬مناطق‭ ‬يُحضر‭ ‬فيها‭ ‬التصوير‭ ‬نهائياً‭: ‬عسكرية،‭ ‬وغير‭ ‬عسكرية‭ ‬ويصرّح‭ ‬بذلك‭ ‬على‭ ‬علامات‭ ‬ولوحات‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭. ‬عدا‭ ‬ذلك‭ ‬فالتصوير‭ ‬مباح،‭ ‬أو‭ ‬هكذا‭ ‬يمكن‭ ‬فهمه،‭ ‬وعلى‭ ‬المصور‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يتردد‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬كاميراته‭ ‬وتصويبها‭ ‬جهة‭ ‬عينيه‭. ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬ممكن‭ ‬فعلاً؟‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬تصوير‭ ‬الأشخاص؟‭ ‬


‭    ‬عندما‭ ‬دخلت‭ ‬السوق‭ ‬بصحبة‭ ‬ ‭ ‬صحفية‭ ‬مصورة قالت: هل هناك خطّة؟ ما هي أهدافنا؟ تذكرت ساعتها قول أنسي الحاج:  "أولاً ليس هناك أهداف.  هناك هدف واحد وهو أن تجد من يحبك.  و أن يعطيك أكثر ممّا تستحق.  وأن يكون أجمل من حلمك به، وأجرأ من مطالبتك له، وأسبق إليك من  شروطك وجنونك".
قلت لها: "سنترك السوق يفعل ذلك". ‭‬اتفقنا‭ ‬على‭ ‬تصوير‭ ‬كلّ‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬يجعل‭ ‬في‭ ‬الصورة‭ ‬روح‭ ‬السوق‭ ‬وحيويتها،‭ ‬وأن‭ ‬نصور‭ ‬الناس‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نسألهم‭ ‬عن‭ ‬رغباتهم،‭ ‬وموافقتهم،‭ لن نراعي أيّة شروط، ‬فقالت‭: ‬يصير؟‭ ‬فقلت‭: ‬نعم‭ ‬يصير‭.. ‬لن‭ ‬يحدث‭ ‬الكثير،‭ ‬دعينا‭ ‬نجرب‭ ‬عنف‭ ‬الكاميرا‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬عنيف‭.‬
‭    ‬بهذا‭ ‬الشكل‭ ‬السريع‭ ‬ملأنا‭ ‬الكاميرات‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬العنف،‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬القسوة،‭ ‬نقيس‭ ‬به‭ ‬كيف‭ ‬أصبحت‭ ‬مكانة‭ ‬الكاميرا‭ ‬عند‭ ‬الناس‭ ‬كيف‭ ‬يحتجون‭ ‬على‭ ‬المصور،‭ ‬كيف‭ ‬يشتمونه‭ ‬إن‭ ‬لزم‭ ‬الأمر؟‭ ‬كيف‭ ‬ينال‭ ‬منهم‭ ‬وينالون‭ ‬منه؟‭ ‬هل‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يواجه‭ ‬الموقف‭ ‬أم‭ ‬ينسحب‭ ‬بهدوء‭ ‬محافظا‭ ‬على‭ ‬نفسه،‭ ‬كاميراته،‭ ‬وصوره؟
‭   ‬كان‭ ‬همّي‭ ‬أن‭ ‬تمتلئ‭ ‬المصورة‭ ‬الصحفية‭ ‬بالجرأة‭ ‬أكثر،‭ ‬وأن‭ ‬أريها‭ ‬كيف‭ ‬تحتج‭ ‬النساء‭ ‬أنفسهن‭ ‬على‭ ‬المصورين؟‭ ‬بالغنا‭ ‬في‭ ‬تصويب‭ ‬العدسات‭ ‬باتجاه‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬عديدة،ولم‭ ‬نتردد‭ ‬قط‭ ‬في‭ ‬صيد‭ ‬الموقف،‭ ‬وتهيئة‭ ‬أنفسنا‭ ‬لردة‭ ‬الفعل‭. ‬قالت‭ ‬المرأة‭ ‬الأولى‭ ‬لي‭ : ‬يالله‭.. ‬لا‭ ‬تصور‭. ‬قالت‭ ‬الثانية‭ ‬جوار‭ ‬بائع‭ ‬الأواني‭ ‬غاضبة‭: ‬ما‭ ‬تستحي؟‭ ‬ليش‭ ‬تصورني؟‭ ‬من‭ ‬سمح‭ ‬لك‭ ‬ذلك؟‭ ‬كنا‭ ‬ننسحب‭ ‬بسرعة‭ ‬من‭ ‬الموقف‭ ‬ولا‭ ‬نسمح‭ ‬بتطوره‭. ‬عند‭ ‬أحد‭ ‬الدكاكين‭ ‬غضبت‭ ‬امرأة‭ ‬على‭ ‬الصحفية‭ ‬المصورة‭ ‬قائلة‭: "‬صورتني؟‭ ‬صوروك‭ ‬على‭ ‬كفنك‭."‬،‭ ‬رأيت‭ ‬التأثر‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬المصورة‭ ‬فضحكت‭. ‬ربما‭ ‬توقعت‭ ‬ذلك‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تره‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مباشراً‭ ‬حيّا‭ ‬أمامها‭. ‬وفي‭ ‬دكان‭ ‬بائع‭ ‬الأدوية‭ ‬الشعبية‭ "‬الحواج‭" ‬قالت‭ ‬امرأة‭ ‬جالسة‭ ‬لصاحب‭ ‬الدكان‭ "‬التفت‭.. ‬انظر‭ ‬في‭ ‬الكاميرا‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تفسد‭ ‬الصورة‭. ‬هم‭ ‬يصورونك‭. ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬عنده‭ ‬أدوية‭ ‬لكل‭ ‬الأمراض‭ ‬ولكلّ‭ ‬شيء‭". ‬رحبت‭ ‬المرأة‭ ‬بالتصوير‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أسدلت‭ ‬حجابا‭ "‬بوشية‭" ‬على‭ ‬وجهها‭. ‬لقد‭ ‬بدأت‭ ‬هي‭ ‬بالكلام‭ ‬بينما‭ ‬أظهرت‭ ‬أنا‭ ‬معرفتي‭ ‬بأقدم‭ "‬الحواجين‭" ‬في‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ "‬الحاج‭ ‬حمزة‭ ‬الحواج‭" ‬لفتح‭ ‬المكان‭ ‬والناس‭ ‬على‭ ‬الكاميرا،‭ ‬وإلغاء‭ ‬حالتي‭ ‬التردد‭ ‬في‭ ‬المصور‭ ‬أو‭ ‬الانزعاج‭ ‬في‭ ‬المُصَور‭"‬بفتح‭ ‬الصاد‭. ‬
‭      ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هذا‭ ‬كلّ‭ ‬شيء،‭ ‬للحديث‭ ‬بقية، وللسوق سعة الخاطر‭. ‬عند‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬السوق‭ ‬أحصينا‭ ‬عدد‭ ‬الشتائم،‭ ‬عدد‭ ‬اختراقنا‭ ‬لما‭ ‬تسمى‭ "‬بالخصوصية‭"‬،‭ ‬عدد‭ ‬اللواتي ‬عبسن ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الكاميرا،‭ ‬عدد‭ ‬الذين‭ ‬ابتسموا‭ ‬لنا،‭  ‬والذين‭ ‬سخروا‭ ‬أيضا‭. ‬كلما‭ ‬زاد‭ ‬عدد‭ ‬المصورين‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬ما‭ ‬تجاسرت‭ ‬كاميراتهم‭ ‬بالخروج‭ ‬على‭ ‬شروط‭ ‬التصوير وعلى‭ ‬رغبات‭ ‬الآخرين وصارت كاميراتهم أسبق من شروط الآخرين وأهدافهم. هناك هدف واحد وهو أن تجد من يشتمك.

طباعة : نشر:
 
جميع المشاركات تعبر عن رأي كاتبها
 
الاسم التعليق