قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
تغطيات صحفية
 
حسين المحروس............عــــلي الكــــــوفـي كسر الصورة بالصورة
جريدة الوقت - 2007/10/30 - [الزيارات : 4373]

عــــلي الكــــــوفـي كسر الصورة بالصورة
 

 عندما دعوت إحدى المتذوقات والمتابعات الجدد لانتاج الصورة الفوتوغرفية في البحرين لحضور معرض الزميل المصور علي الكوفي قبل أسبوع تقريبا في صالة جمعية البحرين للفنون التشكيلية، كتبت لها رسالة هاتفية ‘’اليوم مساء.. معرض لصور علي الكوفي قرب مرسم عشتار’’. طبعاً لم تحضر تماما مثلما غاب أكثر أعضاء نادي التصوير في الجمعية التي ينتمي إليها الكوفي، لكنها اتصلت في اليوم التالي قالت: أعرف.. لقد حدث سوء فهم. كنت أسأل نفسي كيف سيكون معرض صور على كوفي؟ مَنْ هذا المصور الذي سيوظف الكوفي ‘’القهوة’’ في صوره الفوتوغزافية’’.هههه طبعا ضحكنا. جاء التبربر ‘’كنت متعبة’’. لكن رجل الدين الوحيد الذي جاء في حفل الافتتاح مشكوراً أظن أنّه لم يكن متعباً عندما قال مندهشا ‘’ مَنْ يقول أنّ هذه صورة ها ؟’’ لأنّه لم ير صوراً بل شيئا آخر يقع بين الصورة واللوحة لا أعرف ماذا أسميه. في الحالتين كان هناك خطأ. والشيخ لم يكن يعرف أصلاً أن هذه كانت صوراً فوتوغرافية، قبل أن يلعب الكوفي في ألوانها، وخطوطها، وبعض هندستها. وأظن أن دهشة الشيخ جاءت من هنا لا من متابعة تحولات الصور.
المصور علي الكوفي الذي يحضر في ذاكرتي هو ما قبل استماتاته الأخيرة في استخدام برامج الفوتوشوب في صوره الفوتوغرافية. كانت صوره التسجيلية التي يمرّ بها في البر والبحر أشهى للنظر. كانت غير. والكوفي نفسه سيظل يفتخر بصورته الشتوية لصياد السمك البحريني، ويستخدمها في إعلاناته حتى في بوستر هذا المعرض وضع هذه الصورة في الأعلى.
لست ضد المصورين ‘’الفوتوشبيين’’ لكنّي ضد أن يقوم مصور جيد بتخريب تجربته الجيدة تحت وقع الانبهار ببرامج معالجات الصور بالطريقة التي يفعلها علي الكوفي تحت أيّة مسميات أو نعوت ‘’اختراقية’’، أو ‘’كسر رتابة الصورة’’، أو ‘’كسر الجمود في الصورة’’. أنا مع أن يكسر المصور رتابة عينه، رتابة نظرته، رتابة حركة عدسته. أن يكسر جمود إطاراته التي يحصر ويحاصر بها صوره. أن يكسر الصورة بالصورة. أن يخرج الصورة من الصورة. عين كهذه لا تكون بدون ثقافة.
أخشى أن يقوم المصورون ‘’ الفوتوشبيون’’ بفعل تكثير صورهم في معارضهم القادمة بتكثير صورة واحدة مرّات عدّة اعتماداً على تغيير ألوانها فقط لا غير. وأن يحدث هذا التكثير في معرض لا تتجاوز صوره خمسة وعشرين صورة فقط. لقد فعل الكوفي ذلك فعلا. وجدت له ست صور من نسل صورة واحدة، جعل لكل منها لوناً مختلفاً. يفعل هذا مصممو الديكور.
يبدو لي ما يكن لدى المصورين ‘’الفوتوشبيين’’ رؤية يصدرون منها، ويعملون بها في صورهم فإنّ ذلك جعلهم متهمين بالإفلاس الفنّي. حينها تتكون عتبة نقدية في انتاجها لا يدخله الناظرون والمتابعون والنقاد إلا عبرها. حينها لن تنفع أي نوع من التبريرات ولا محاولة منتجو هذه الصور للتقليل من النقد عبر وصف عملهم بغير الأكاديمي، أو أنّه يأتي من تجارب شخصية ذاتية لا من دراسة لهذا البرنامج العظيم. أو إثارة حرب نعوت نغطي بها إخفاقات فنّية.
عندما يقوم مصور مثل النرويجي ‘’ Erlend Mork’’ المولود في العام 1983 باستخدام الفوتوشب في صوره يمكننا معرفة الوسع الذي يبذله في كلّ صورة. يمكننا أن نتقبل هذا الانتاج ونتوقف طويلا عند كل صورة. فعمله ليس سريعاً. وليس تمييعا لبعض الخطوط والألوان في الصور فقط. ففي صورته ‘’وجوهنا أيامنا’’ -مثلا- نجد جسدي اثنين من المستمعين لعازف كمان يتحولان إلى نغمة موسيقية كأنّها الشعور الداخلي بالموسيقى الذي لا نفهمه إلا عبر الفن. إصغاء تام للموسيقى يفقد فيها الجسد شكله، ويصبح الوجه هو اليوم.


طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م