يعولون ويتخوفون من المجنسين... في مناظــرة لمرشحـي الدائرة الثالثة القوية في العاصمة: نعم الأصوات ستتشتت بسبب صراع الأجندات... وبعضنا مستعد للتنازل إن توافقت الجمعيات
الوسط - أماني المسقطي سيطر هاجس الاتفاق على مرشح واحد للنيابي بالاتفاق بين الجمعيات على جو المناظرة التي عقدتها «الوسط» مع ممثلي الدائرة الثالثة في العاصمة، وهي الدائرة التي تضم مرشحين من مختلف التيارات والجمعيات، أو كما وصفها البعض بالدائرة «رمادية اللون».
وعلى رغم اتفاق مرشحي الدائرة على أن كثرة عددهم من شأنه أن يؤثر سلبا في تشتيت الأصوات الانتخابية، غير أنهم أكدوا على حد تعبير أحدهم أن هذا «قدر» الدائرة التي يسيطر عليها وعلى قدرها صراع أجندات جمعيات الوفاق وأمل ووعد، ويزاحمهم في هذه المساحة مرشحين مستقلين، بعضهم وفاقي الهوى والآخر لا، وآخر وصف نفسه بأنه ممثل لـ «الاعتدال الوفاقي/ الأملي». وفي ظل هذا الزخم من المرشحين الذين اختلفت ألوانهم، يبدي البعض تخوفا من تأثير عملية التجنيس على سير العملية الانتخابية، بينما البعض الآخر كان على النقيض إذ يرى في المجنسين خيط أمل وسط هذا الصراع في الأجندات الذي يسود هذه الدائرة. المرشحون الذين التقتهم «الوسط» هم إبراهيم كمال الدين (مرشح وعد)، رضوان الموسوي (مرشح أمل)، سيدهادي الموسوي (مستقل وفاقي الهوى)، الشيخ مجيد الأدرج (اعتدال وفاقي/ أملي)، ومحمد الأنصاري (مستقل ممثلا لجمعية الحريات العامة). وفيما يلي النقاشات التي دارت بين المرشحين وأدارتها «الوسط» هل يمكن معرفة لمحة عن برامجكم الانتخابية؟ سيدهادي: لن أتكلم عن أرقام وإنما سأتكلم عن البرنامج الانتخابي الذي يمكن أن يكون له خصوصية تتوافق مع وضع البحرين، فهو وضع له خصوصية تختلف عن أية دولة أخرى، فبريطانيا على سبيل المثال حين تقدم مرشحيها وتحصل على الأصوات التي تؤهلها للحصول على الأغلبية من موقعها البرلماني تستطيع أن تشكل حكومة، ما يعني أن أثر برنامجها الانتخابي سيكون فاعلا لأنها تملك القدرة على تطبيقه، في حين أن الوضع في البحرين يختلف، إذ على رغم وجود الفصل بين السلطات، غير أن السلطة التشريعية مازالت تجد صعوبة في التماشي مع السلطة التنفيذية خصوصا إذا كانت السياسة التي من المفترض أن ترسمها الدولة في خارج حتى مصالح المواطنين. الأنصاري: سأنطلق في برنامجي الانتخابي من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدين الدوليين، وهما ملزمان للدولة غير أن الالتزام لم ينعكس على التشريعات البحرينية وصوغ القوانين، إذ استمر هناك غياب للقوانين التي تضمن للمواطن بعض الحقوق الاقتصادية أو تلك التي تحمي الحرية الثقافية أو الحقوق المدنية. وبالتالي فإن برنامجي يسعى إلى العمل على إصدار القوانين والتشريعات أو تعديلها بما يتناسب مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدين الدوليين. سيدرضوان: سأكون واقعيا أكثر في برنامجي... فنحن أمام معضلة حقيقية في موضوع التشريع في ظل اللوائح الداخلية لمجلس النواب التي تصعب على المشرع تمرير الكثير من التشريعات، قد تكون الكثير من القوانين والمقترحات لن تمر بالصورة المتوقعة، حتى فيما تبناه التحالف من حيث التعديلات الدستورية سيعترضه الكثير من الإشكالات في موضوع التطبيق، لأن البرلمان المقبل لن يكون مؤهلا لإصدار التشريعات كونه سيكون مكبلا بقوانين ولوائح صعبة. لذلك سأركز في برنامجي الانتخابي على الاستفادة من بعض الثغرات الموجودة في داخل المجلس النيابي فيما يتعلق بالمساءلة والموازنة العامة للدولة، لربما حققنا فيهما بعض الانجازات، وأرى أيضا أن البرلمان قد يتخذ منحى خدماتي وبما أن الدائرة التي أمثلها تعد إحدى الدوائر التي تعاني من إهمال واضح وسوء تدبير في موضوع توزيع الخدمات وإحدى المشكلات التي يعانون منها هي قضية الإسكان، وخصوصا منطقة النعيم لأن من يخرج منها لا يعود إليها وستبقى في النهاية منطقة أثرية. كما أن عدد العاطلين في المنطقة لا يستهان به، ناهيك عن موضوع الفقر الذي انتشر في المنطقة بشكل مخيف (...)، صحيح أن المجلس خصص للتشريع لا لتقديم الخدمات، غير أن المشكلة تكمن في أن الحكومة أرادت للبرلمان أن يكون هكذا، والمعارضة ستشارك بأجندتها وهذا ما ستعمل به في واقع الأمر حين تصل لقبة البرلمان، لكن من غير المعلوم فيما إذا كانت هذه الأجندة ستحقق النجاح المطلوب، لذلك فإن النواب المستقبليين لن يقفوا كثيرا في موضوع التشريعات. كمال الدين: أرى أن النائب سيكون نائبا عن الشعب وليس المنطقة التي يمثلها، وبالتالي يجب أن يكون البرنامج المطروح برنامجا متكاملا وللوطن كاملا، وبالنسبة لجمعية وعد فقد رسمنا الخطوط العريضة وسيقر البرنامج في اجتماع الدورة المركزية المقبل وستقر المرشحين، وهناك مجموعة من الخطوط العريضة التي ستركز عليها وعلى رأسها الإصلاح الدستوري بعد أن جاء النظام منفردا بتغيير دستور 73 من دون توافق شعبي وجاء التوافق على نقطتين فقط تتمثلان في اعتبار البحرين مملكة وفي أن يكون المجلس ذا غرفتين تشريعية ومعينة وهذه السلطة هي فقط للاستشارة، وبالتالي محاولتنا لتغيير الدستور ستأتي من خلال التوافق بين الكتل السياسية والبرلمان وبين النظام لأن هذا الدستور كبل البلد. إضافة إلى ذلك سيتم التركيز على إصلاح النظام السياسي باستقلالية السلطات الثلاث، والسلطة التنفيذية هي من يشرع في البلد، وهذا ما يمكن اعتباره نظاماً فريداً من نوعه، ناهيك عن كشف الفساد وسرقة المال العام ومحاسبة المتورطين في التجنيس السياسي الذي خرج عن أطره القانونية لأنه سيكون مشكلة لا يعلم الله متى ستنفجر، (...) لماذا نعطي عشرة آلاف شخص الجنسية لمدة شهرين؟ وهذا ما يفرض سؤالاً كبيراً عن أسباب التجنيس في هذا الوقت. إضافة إلى الحاجة لحل ملفات الإسكان، وخصوصا أن هناك 50 ألف طلب لخدمة الإسكان، كما أن العائلات في تزايد ومع ذلك يفتح المجال للتجنيس، وكذلك السعي إلى منع سرقة الأراضي والسواحل ودفن البحار وتدمير البيئة البحرية. وكذلك تعديل بعض القوانين كالتجمعات والإرهاب ووضع ضوابط على قانون الجنسية، وعدم استيراد المجنسين للتأثير على العملية الانتخابية. ويأتي ذلك في ظل إيماننا بأن المجلس مكبل باللوائح الداخلية وبالدستور لم يعد السلطة الحقيقية الممثلة للشعب، وبالتالي سنستغل الرقابة ومحاسبة الدولة في الموازنة بدليل خشية الدولة من رقابة القوى السياسية على الموازنة أنها رحلت موازنتين سابقتين لم يهل هلالهما بعد وصدق المجلس على الموازنة. في ظل اتساع رقعة الدائرة التي تمثلونها والتي تضم إلى جانب النعيم، وفريق أبو صرة وغرب فريق المخارقة والقفول والبرهامة، فهل تضمنون حصولكم كمرشحين على أصوات من كل مناطق الدائرة، خصوصا وان غالبيتكم تتمركز في منطقة النعيم؟ سيدرضوان: لن تكون هناك مشكلة في دخولي على دائرة المنامة على اعتبار أن عائلتي تسكن في المنامة. الأنصاري: أنا الآخر ليس لدي مشكلة لأني درست في مدارس المنطقة، كما أن المناطق في الدائرة تعتبر قريبة من بعضها البعض أضيفي إلى ذلك الاختلاط بين أهالي هذه المناطق وخصوصا بالنسبة للشباب منهم، وبعيدا عن ذلك فإن علاقتي مع أهالي المنطقة جيدة، وأي حدث يحدث في أي منطقة من هذه المناطق تكون له أصداء في المناطق الأخرى. سيدهادي: على العكس من ذلك فإني أرى أن المنطقة معقدة جدا لأنها تحتوي على نمطية مختلفة من ساكنيها، إذ إنها تضم العجم والبحارنة والمتجنسين من العرب والآسيويين والسنة كذلك على رغم قلة عددهم في المنطقة... العمل صعب وأعتقد أن التنوع الموجود في المرشحين سيعطي خيارات أكثر للناخبين، وخصوصا أنه في كثير من التصورات التي تطرح يتكلمون عن نسبة كبيرة من الناخبين يقفون في الوسط وعلى خط التردد والحياد ويطلقون صوتهم في اللحظة الأخيرة، إلا إذا كان هناك مرشحان اثنان مثلما في الدائرة الأولى في العاصمة، وهما العضوان اللذان بينهما شد واضح جدا وكل واحد منهما يعرف مؤيديه وناخبيه وربما يأخذ عهوداً واتفاقات مع الناخبين، وفي منطقتنا يعتبر صعبا خصوصا أني مستقل وسط مرشحين تدعمهم جمعياتهم، وهذا التنوع سيخلق خيارات أكثر للناخب، وفي الوقت نفسه على رغم كوني مستقلاً غير فإني أعتبر نفسي وفاقياً بلا جواز، لجمعية ليست جمعية عضوية، وشعرت بالغبطة بعد تصريحات رئيس جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان الذي أكد أن الوفاق ليست جمعية عضوية وإنما تمثل الكل، كما، وجود مستقل في هذه الدائرة يعد في صالح الوفاق، لأنه إذا كانت الوفاق لا تستطيع ان تأخذ العدد الكافي الذي يؤهلها للدور الأول من الانتخابات وربما حتى في الدور الثاني، على الأقل يمكن تعليقها على رقبة مرشح مستقل من تيار الوفاق حتى لا تشعر بأنها لم تنتصر في هذه الدائرة. كمال الدين: ليس لدينا مشكلة لأن جمعية وعد جمعية تضم فئات مختلفة وفيها أعضاء من أصول إيرانية وفيها من العرب السنة والشيعة، ويدعون إلى الوحدة الوطنية فوق الطائفية، وبالتالي فإن هذه المنطقة باختلافها وتنوعها تمثل حالاً جيدة لعمل جمعية وعد في أن تطرح برنامجها الوحد لشعب البحرين في كل فئتها وأطيافها. في الدائرة الثانية في العاصمة، سيطر عليها طابع العائلات «المنامية»، وأصبح الأمر أشبه بالتنازع بين العائلات للوصول إلى قبة البرلمان، بينما في دائرتكم تشكلون في غالبيتكم عائلة واحدة تقريبا، ألا ترون في ذلك تشتيتا للأصوات؟ سيدرضوان: هذا صحيح فأنا وسيدهادي ومحمد الماضي والشيخ مجيد الأدرج نمثل عائلة واحدة، ناهيك عن علاقة المصاهرة التي تربطني بكمال الدين، وبشكل عام متداخلون في روابطنا العائلية مع بعضنا بعضاً. سيدهادي: الدائرة الثانية في العاصمة تعد أكثر دائرة تنتشر فيها المآتم، وكل مأتم يمثل عائلة ولكن هذا لم يعد اليوم موجودا في أن كل عائلة تصوت لشخص ستصوت لمن يمثل عائلتها، قد يكون موجداً في المناطق القبائلية التي تعاني من وجود قناعة قسرية... بينما في دائرتنا يختلف الوضع، حتى وإن كان هناك خلاف في الجانب المعرفي بالمرشحين. سيدرضوان:... في الدائرة الثالثة إحدى المعضلات التي واجهتنا في العام 2002 أن العملية تحولت إلى مسألة عائلية، وهذا ما أضر بعدد من المرشحين (...)ونأمل أن ترتفع درجة الوعي وإعطاء الصوت للكفاءة. الأنصاري: نحن على ثقة بأن بين الاختلاف بين مرشحي دائرتنا سيكون راقيا جدا، ولن يكون هناك ضرب تحت الحزام. كمال الدين: منطقة النعيم مشهورة بأنها كتل من العائلات، ولكن كل العائلات مندمجة بمصاهرات، غير أن مشكلتها تكمن في الهجرة من منطقة النعيم التي بدأت تخلو من ساكنيها لأنه لم يكن هناك مشروع إسكاني في المنطقة، وبالتالي يجب على المرشحين أن يساهموا في توعية المرشحين. وعلى المرشحين أن يقدموا هذا النموذج من دون الخوض في المسائل الشخصية أو الاختلافات، ومن المؤسف أن هناك ظاهرة انتشرت في الوقت الحالي هي ظاهرة الرشاوى، وهذا ما يعتبر احتقاراً للمواطن.
كمال الدين: نتمنى أن لايكون هناك رشاوى
هل هناك من يقدم مثل هذه الرشاوى في دائرتكم؟ كمال الدين: نتمنى ألا يكون هناك مثل هذه النماذج في دوائرنا. لكن ماذا عن تشتيت الأصوات؟ الأدرج (وصل متأخرا): الدائرة الثالثة تعتبر من الدوائر المعقدة وليس فيها أزمات ولكن نحن من نخلق أزمة، ودائرتنا فيها من ممثلي الجمعيات والمستقلين، وأنا طرحت فكرة الاعتدال لا المستقل، ودخولي للدائرة الثالثة يهدف بالدرجة الأولى إلى عدم تشتيت الأصوات وإنما من أجل وحدتها في شخصية منتخبة فيما بيننا نحن الجمعيات والمستقلين، والأفكار الأخرى التي طرحتها وهي فكرة الاعتدال والربط بين الجمعيات والمجلس العلمائي، وفي الوقت نفسه دائرتنا تحتوي على المجنسين الذين سيكون لهم الثقل في الدائرة، وهذه سياسة الحكومة في جر البساط من تحت أرجل الجمعيات المتحالفة، وفي حين أنه يجب ان يكون التحالف في هذا الوقت أكثر وأقوى ولكن للأسف الشديد فإن هذه الجمعيات تعاني من شبه تفكيك أو عدم تجانس فيما بينها. لهذا طرحت فكرة الاعتدال بين جمعيات الوفاق وأمل ووعد. ودخول الدائرة بهذه الطريقة سيكون فيه تشتيت للأصوات بالتأكيد...
الأدرج: أؤيد انتخاب داخلي بين المرشحين
سيدهادي: ما الطريقة الأخرى التي تراها سبيلا لعدم التشتيت؟ الأدرج: أقترح أن يكون هناك انتخاب داخلي بين المرشحين من ممثلي الجمعيات والمستقلين قبل الانتخابات الرسمية. سيدرضوان: طرحت فكرة المناظرة في منطقة النعيم، وتبنتها مجموعة من الشباب، ولكن المشكلة في أن مرشح أحد الجمعيات أكد ارتباطه والتزامه بما تفرضه جمعيته. سيدهادي: هذه ليست محاولة للنكاية بأحد، ومن المفترض أن يحضر. رضوان: هذا سيتسبب في توجيه الاتهام إلينا بأننا قمنا بهذا التقييم من دون اعتبار لأحد الأشخاص المهمين في الدائرة في حال تمت المناظرة من دون وجود هذا المرشح. ولكن هل أنتم مؤيدون للفكرة التي طرحها الأدرج؟ سيدرضوان: أؤيد فكرة التقييم... كمال الدين: على العكس إذ إنها فكرة غير عملية، إذ في هذه الحال يجب القيام باستفتاء في المنطقة بأكملها، ومن الممكن أن تكون هذه المناظرات مفتوحة، مع التأكيد أن من يدير هذه الندوة، يجب أن يكون حريصا على المصلحة الوطنية ومحايدا.
سيد رضوان: مشكلة الدائرة تتمثل في صراع أجندات الجمعيات
تردد أن جمعية وعد طلبت من الوفاق أن تتنازل لها عن دائرتكم، فما مبررات هذا الطلب؟ كمال الدين: التحالف الرباعي تحالف استراتيجي لا وقتي، وهذا التحالف سيكون تحالفا نضاليا بعيدا عن أية مصالح شخصية، والكل يعرف الاتجاه الطائفي للدولة لتعزيز الطائفية وتكريسها، ونحن في الجمعيات نرقى على هذه الطائفية، وبالتالي صار هناك حوار بشأن الدوائر. الدائرة الثالثة دائرة حرجة تعتقد الوفاق انها وفاقية الهوى، وهذا لا ما لا يمكن إنكاره، ولكننا طلبنا منهم أن يكون هناك توافق على المرشح الأقدر والأنسب ويشهد له بمواقفه عبر تاريخه لتمثيل هذه الدائرة (...) طلبت أن يطرح هذا الشخص ونحن مستعدون كجمعية للانسحاب، وطالما أن هذا الشخص غير موجود فسندخل بشفافية ومن دون حساسية مع الوفاق او غيرها، وسيكون الحكم هو الجمهور. الأدرج: في هذه الحال إذا أردتم طرح من يمثلكم للجمهور أصبح التحالف خارجا عن التحالف، فإذا كل جمعية أصرت على مرشحها فإن هذا يعني تشتيت للأصوات. هادي: وهذا ما سيكون فيه تشتيت. الأدرج:...الهدف هو عدم انسحاب الكرسي إلى الفئة المجنسة. الأنصاري:... ولكن ليس هناك مجنس رشح نفسه للانتخابات، كل الأطياف الموجودة محسوبة على المعارضة بشكل أو بآخر، يمكن التفكير في هذا الخيار إذا كان هناك مجنس. كمال الدين: من خلال جولاتنا على المجالس في المنطقة تشكل رأي عام ضاغط بأنه يجب أن يكون هناك مرشح واحد للدائرة حتى يتفق عليه الكل، من دون النظر إلى الانتماءات، وهذا الرأي في مصلحة العمل الانتخابي، وهذا ما نأمل من الجمعيات أن تصل إلى توافق بشأنه. الأنصاري: ولكن ما الفكرة من التوحد؟ ما مصير المرشحين من خارج التحالف الرباعي؟ سيدهادي: إذا كانت الجمعيات الأربع وبينها ميثاق أدبي أخلاقي عملي نضالي ولم تستطع الوصول إلى اتفاق في تقديم مرشح واحد تتبناه الجمعيات أو تتنازل عنه أخرى فهذا قدر حسن... مثلما هناك تعدد للمرشحين في هذه الدائرة فهو موجود في كل الدوائر، لو مرت على التجربة أعوام كثيرة وصار هناك نوع من غربلة التوجه الحزبي قد يكون هناك حزبان مثل بعض الدول الأخرى، لكن نحن لدينا عدد من الجمعيات ذات الملفات المشتركة ولكن حكمها التيار الجماهيري، كما في جمعية وعد على سبيل المثال، ولا شك أن الايديولوجيا أخذت دورها في هذا التفكير، وعلى رغم النمطية بين أمل والوفاق فإنهم لم يستطيعوا الدمج بين الجمعيتين، وهذا من شأنه أن يخلق حالاً من الثنائية المزدوجة...هذا واقع لا يمكن تغييره. لا بد من السير طبيعيا في هذه المرحلة لأن الوقت متأخر والحكومة لعبت لعبتها الذكية في عدم الاعلان عن شيء وتقطر في المعلومات وتربك كل الأطراف. سيدرضوان: بالنسبة إلي فأنا اشخص المشكلة في كلمتين، هناك صراع أجندات بين الجمعيات وصراع استحقاقات كل جمعية لها أجندة وتود عرضها بشكل أو بآخر، وهذا من حقها. وجمعية أمل ترى أن من ضمن استحقاقها أن يكون لديها أربعة مقاعد، وبقية الجمعيات أيضا لها أجندتها، والمشكلة باتت في تصادم رؤية كل جمعية في محدودية استحقاقاتها وقدرتها على فرض أجندتها على الآخرين،وهذا ما أوصلنا إلى أنه لا يوجد أمل في الاتفاق، نتيجة أن كل جمعية لها رؤيتها الخاصة، لم نستطع التوفيق في هذه الرؤية، لأن الوفاق تعتقد انه كلما كانت كتلتها كبيرة ستكون ضاغطة والتي هي بين حزب وبين تيار، وهذا يعد إشكالا لأنه في بعض المرات يتم الاسترشاد في مرجعية وهي التي ربما تسبب بعض التصادم بين وجهات النظر، لذلك لم نتوصل إلى حل في هذا الشأن. حتى حين طرحت اسماء كنا نقول إنها تحتاج إلى تمحيص من خلال الناس. كمال الدين: من حق أي مواطن أن ينزل للترشح، وكل شخص له برنامجه، والحكم الأخير هو الجمهور حتى لو تتفق الجمعيات الأربع على مرشح الشارع على مستوى عال من النضج والوعي وهو من سيختار الأفضل. الأدرج: هناك صراع موجود بين الجمعيات، ولهذا لا بد من الجمعيات أن تتفق فيما بينها على مرشح، ومن حق أي شخص أن يرشح نفسه مستقلاً أو غير مستقل لكن يجب أن يوضع في اعتباره أن هذه الدائرة فيها مجنسون، وإذا الجمعيات اتفقت على شخص ترشحه وخرج مستقلاً يقدم نفسه فمن حقه أن يقدم نفسه، لكن الخوف ألا يصل للجمعيات أو المستقل النزيه وإنما يتجه لجهة أخرى. الأنصاري: الدائرة الثالثة ليس فيها أحد محسوب على المتجنسين أو الحكومة، اختلفت المواقف لكنها كلها في اتجاه المعارضة... الأنصاري: المجنسين سينتخبون المستقلين بغضاً في الدعومين هذا يدفعني إلى سؤالك عن دوافع تصريحك بأنك تعتمد على نسبة غير قليلة من المجنسين لدعمك في الانتخابات؟ الأنصاري: نعم، ومازلت مصرا على ذلك، لأن كل المرشحين يمثلون جمعيات، ولديهم حرب عاصفة، المرشحون قد ينتخبوني ليس حبا في وإنما بغضا في المرشحين الآخرين، إذ ستتوزع أصواتهم بيننا كمستقلين... كمال الدين: وهنا تنبع خطورة التجنيس... الأنصاري: ولكن هذا لا يعني أن أجندتي لا تختلف عن البقية. ولم تتوافق مصالحي في يوم من الأيام مع مصالح المجنسين، لأن أسرتي مبعدة لهذا السبب (...). الشيخ: أتمنى من وعد أن تتنازل للوفاق، أنا مستعد للتنازل، وأتمنى من وعد أن تنسحب وتعطي المجال للوفاق. سيدرضوان: ولماذا ليس العكس؟ كمال الدين: إذا كان هناك من هو الأفضل والأجدر سنتنازل له، وغير ذلك لن نتنازل...(انسحب من اللقاء لارتباطه). سيدهادي: أعتقد أن الجمعيات كانت تعرف أن الانتخابات ستتم في الوقت الحالي، وعلى رغم ذلك فإنها لم تعد العدة. وتحالف الجمعيات يفترض أن يخرج برؤية واضحة على مدى سنوات، وأنا ألوم الجمعيات التي لم تحسم اختيار مرشح هذه الجمعية أو تلك. سيدرضوان: هناك واقع يفرض نفسه، إذ لا يمكن التنازل لأي شخص من دون التيقن من فرصة فوزه. سيدهادي: هذا افتراض غير واقعي، فالبعض يقول إن الدائرة وفاقية، فلماذا لا يتم التنازل للوفاق من قبل الآخرين، إذا كنت تعتمد وجهة النظر هذه؟ الأدرج: ...هناك صراع على الكرسي. (اعترض كل المشاركين في المناظرة على عبارته)
سيدهادي: من الصعب أن تتفق الجمعيات على مرشح واحد
ما رأيكم في الفكرة التي طرحها الشيخ الأدرج؟ سيدرضوان: من لديه كفاءة ونزاهة ودين وله حظوظ في الفوز سنتنازل له بالتأكيد. الشيخ: ليس شرطا... سيدرضوان: بل شرطا للتنازل، حتى لا يكون هناك وافق على شخص غير مناسب،البعض يعتقد أن لديه 50 في المئة من الأصوات وهذا مبالغ فيه... سيدهادي: الزمن تجاوز هذه النقطة إلى الدرجة التي أصبح أنه من الصعب أن تلتقي الجمعيات لتتفق على مرشح واحد، ولا اعتقد أيضا ان هناك أية حساسيات شخصية بين المرشحين وهذا ما يشجع على إمكان لقاء مشترك للوصول إلى وجهة نظر توافقية، ولكن ما عجزت عنه الجمعيات في الفترة السابقة ستنجح به في الفترة الحرجة. ولن أطرح وجهة نظري بانسحابي من الترشح إلا إذا تمت دعوتي من قبل الجمعيات لحضور اللقاء المقترح، وإلا فإني سأكمل مشواري في كوني منافسا لمرشحيهم (...) ولم تتصل بي أية جمعية كمستقل للتخلص مني كرقم قد يخسرهم أصوات. عودة إلى مسألة طلب وعد من الوفاق التنازل لها عن الدائرة التي تعتبرها الوفاق أصلا دائرة وفاقية، ألا ترون أنتم المرشحون المستقلون أو ممثلو الجمعيات الأخرى، بأنكم تواجهون مرشحين تقاسموا الكعكة فيما بينهم؟ سيدهادي: إذا كان المتجنسون في الدائرة يشكلون نسبة 40 في المئة من أهالي الدائرة، ومع تأكد أن المجنسين سيوجهون إلى أكثر وأقرب حالة يمكن أن تقبلها السلطة في توجيههم للتصويت لفلان، فهذا يعني أنه بقي 60 في المئة من الأصوات التي ستتوزع بطريقة ستجعل هناك دور ثان للانتخابات بأي حال من الأحوال، لأنه لو وجهت نسبة المجنسين كاملة فلن تؤهل الفائز من الدور الأول، وفي الدور الثاني فإن أي احد من المتقاسمين سيواجه من حصل على أصوات المتجنسين. الأنصاري: لكن دائرتنا لا يوجد فيها مستقل حكومي. سيدهادي: ما سنفترض انه ستؤول إليه نتائج الدور الثاني وما إلى ذلك من تعقيد يجعل الفرد لا يعلن إذا كان سيتنازل أم لا... الأنصاري: وضعي يختلف، إذ إني من الممكن في أي لحظة أن أنسحب، حتى لو لم يتفقوا على شخصية وهناك حكومي سينزل سأتنازل لأزيد حظوظ المعارضين في الدائرة. سيدرضوان: كان هناك حديث أن هذه الدائرة وفاقية، ولكن هل العمل الاسلامي لا يستحق مقعدا في هذه الدائرة؟ولكنهم أعلنوا أن الدائرة وفاقية إلى أن كسرت القاعدة تصريحات وعد بأن الدائرة ليست وفاقية وإنما رمادية اللون.. إذا كان لوعد استحقاق في اربعة مرشحين، والعمل الاسلامي ليس لديها دائرة، ووضعنا كجمعية صعب جدا، على الأقل مرشحينا في دوائرهم من الصعب فوزهم لأسباب موضوعية. ما هذه الأسباب؟ لأنهم ليس لديهم امتداد اجتماعي كبير بعضهم سجناء سابقون وبعضهم كانوا مبعدين في الخارج. الشيخ: ولكن ألا تخاف من أن تكون حظوظك قليلة في الدائرة إذا اتفقت الوفاق مع وعد؟ سيدرضوان: الأمر لا يحسب بهذه الطريقة... هادي: إذا كنا غير قادرين على التوليف بين الوفاق وأمل فكيف يمكن تطبيق اقتراحكم؟ بالنسبة للشيخ الأدرج، طرحت في وقت سابق بأنك اخترت ترشيح نفسك في الدائرة لتكون «خيطا توافقيا» في الدائرة بين جمعيتي الوفاق وأمل، ولكن ألا ترى معي انك ستسهم بذلك في تشتيت الأصوات التي ستنتخب مرشحي الوفاق أو أمل بدلا من توفيقها؟ الأدرج: على العكس، فهدفي من الترشح هو الدفع باتجاه اتفاق كلا الجمعيتين على اختياري مرشحا يدعمونه كوني أمثل كلا الجمعيتين، وتبني الجمعيات لهذا الطرح الجديد من شأنه عدم تشتيت الأصوات. الأنصاري: وهل طرحت على الجمعيات هذا الأمر؟ الأدرج: نعم طرحته، ولكن الدائرة الثالثة لم تحسم. ترشحكما كمستقلين (الأنصاري وسيدهادي) أمام هذه الحزمة من المرشحين المدعومين من جمعياتهم، ألا ترون حظوظا قليلة لكم في هذه الدائرة؟ سيدهادي: المستقل نوعان، اما أن أكون مستقلاً مطلقاً، أو مستقلاً نسبياً كأن أكون وفاقي الهوى، وأخذ علي كثيرا أني انتقدت الوفاق، في حين أني لم أنتقد أية من الجمعيات الأخرى وإنما الوفاق لأني اعتقد بانتمائي إليها. وإذا كانت الوفاق ستوصل مرشحها بأصوات الأعضاء وغير الأعضاء من المواطنين، فلماذا ليس للوفاق قدرة على دعم عضو ليمثل غير الأعضاء، فحين يتم استغلال غير العضو للحصول على دعمه لمرشحي الجمعية وعدم دعم المرشح غير العضو من قبل الناخبين من الأعضاء، يعتبر بخسا بحق المواطنين المؤيدين للتيار الوفاقي ولكنهم ليسوا أعضاء. إذا هل ستدخل الانتخابات باللعب على ورقة الوفاق على رغم دخولك كمستقل؟ سيدهادي: قبل أن أعلن الترشح أوصلت رغبتي للوفاق ثلاث مرات، ولم أحصل على رد، ومع عدم وجود الرد فإن ذلك يعني أنه ليس هناك اعتراض ولا موافقة، وهذا يعني أن أعرض نفسي للترشح كخيار للناخب وخيار حتى للوفاق، لم أجد ملفا واحدا في البرلمان اختلف معها فيه، لأن كل الملفات التي تطرحها الوفاق تعنيني بالدرجة الأولى، إضافة إلى أن المستقل لديه امتيازات حين لا يأتي من عقل جمعي وتحت سقف واحد، يحمل أحيانا بعض المعلومات والآراء التي تأتي من التوجه العام في الشارع قد لا تحصل عليها تلك الاجتماعات التي تتم تحت أسقف الغرف المغلقة. ولو قدمت لي دعوة للانضمام للوفاق لأحصل على الدعم ما كنت لأمتنع. الأدرج: إذا الجمعية لم تتنازل عن مرشحيها؟فهل ستتنازل؟ سيدهادي: لن أتحدث عن ذلك الآن. الأنصاري: حظوظنا كمستقلين أكبر من ممثلي الجمعيات خصوصا في الدور الثاني، إذ إن الجمعيات بعد دخولها في معترك طويل في الدور الأول، وإن وصل مستقلاً في الدور الثاني، فمن الطبيعي بعد فترة من الخلاف أن تميل النفس إلى من لم يدخل معه في صراع. ماذا عنك الشيخ الأدرج، إذا لم تتنازل الجمعيتان المعول عليهما لدعمك فهل ستتنازل؟ الأدرج: سأنسحب طبعاً إذا اتفقت الجمعيات على شخص واحد. سيدهادي:... من دون اشتراطات في الشخصية؟ الشيخ: إذا كانت الشخصية نزيهة وكفوءة. سيدهادي: بالنسبة إلي لن أقرر الآن، ولكن إذا طرح الأمر فلكل حادث حديث. بالنسبة للسيدرضوان، هناك حديث عن أنك سترشح نفسك للمجلس البلدي مدعوما من جمعيتك؟ سيدرضوان: أثير هذا الموضوع فعلاً، وطرح البعض أن أكون مرشحا لرئاسة المجلس البلدي، ويبدو أن الوفاق رأت أنه من غير الممكن أن تكون الرئاسة لغير الوفاق، وبالنسبة لي، مازلت أفضل خوض الانتخابات النيابية لا البلدية.
|