قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
تغطيات صحفية
 
الصم تكلموا وسكت الجميع
الوسط - 2006/07/01 - [الزيارات : 3623]

بعيداً عن التجاذبات السياسية، التي تزداد وتيرتها هذه الأيام، وبعيداً عن الصراعات اليومية المبنية على قاعدة شعرة معاوية، ارتفع لواء لمساعدة الإخوة من ذوي الاحتياجات الخاصة، واعتلى الصوت صداحاً مؤذناً في محراب مد يد العون لفئة الصم، وكان المؤذن هم اللجنة الأهلية، لجنة أصدقاء الصم (النعيم).

ففي 24 مايو/ أيار من العام الجاري، قامت هذه اللجنة بعقد لقاء مفتوح مع وفد من السفارة الفرنسية في المملكة، والذي استمر قرابة الساعة وثلث الساعة، وحضر اللقاء أكثر من 05 شخصاً من فئة الصم ­ رجال ونساء وأطفال ­ واستمع الوفد ­ عبر الوسيط المترجم للغة الصم­ وعلى هامش الصالة أقيم معرض جميل خاص بالصم، احتوى الكثير من المعروضات الفنية الرائعة، والتي لولا جهود أعضاء اللجنة لما ظهرت هذه الأعمال إلى عالم النور، ولما أشرقت عليها شمس المطالعة، وإبداء الإعجاب من قبل كل من شاهد هذه الإبداعات.
وإن هذا اللقاء جرني إلى دوامة من الأسئلة المحيرة، والتي لا أتوقع أن أجد لها أجوبة في خضم زحمة مشاغل الحياة اليومية.

كيف لهذا الوفد التابع لدول صديقة أن يسرع ويسبق الآخرين في العمل الإنساني؟،، وكيف تسرع السفيرة قبل غيرها بدعوة اللجنة الأهلية لعقد اللقاء المفتوح مع الصم؟، وتسعى وبكل رحابة صدر لاحتضان فئة الصم؟، ­ وخصوصاً بعدما غمرة الفرحة قلبها مما رأت من انجازات اللجنة­ هل دفعها الجانب الإنساني؟، أم ماذا؟... أين رجالات الدولة؟ أين المسئولون؟ أين نواب الشعب وأعضاء مجلس الشورى؟ أين رجالات الدين؟ أين التجار؟ و... و... و... إلخ؟، ألا يدفع الجانب الإنساني كل هؤلاء؟ أم انه مطلع وفي فترة إجازة؟،

وماذا يعني لدى المعوق تفسير البعض أنه ربما تخفي السفارة الفرنسية نوايا خلف السطور، وتسعى إلى استغلال هذا اللقاء وغيره لمقاصد سياسية أو ايديولوجية أو غيرها؟. كما اتهم البعض معهد الـ IDN ­. وماذا ننتظر من المعوق عندما يجد نفسه غريباً في بلده وبين أهله؟ وكيف سيتعامل عندما يرى يداً تمتد لتساعده؟، هل سيعرض عنها ويعطيها ظهره؟، أم سيستقبل هذه المساعدة الإنسانية بصدره وبكل قوته حتى وإن كانت من أخ أجني صديق، فهذه المساعدة الإنسانية امتنع عن تقديمها أخوه العربي؟،

الكل يلهث وراء قمم المناصب والمراكز، والكل يشغله تفكيره ليتربع وليشغل الكراسي والمناصب السياسية والقيادية في المملكة، فكل يحسب حساباته بميزانه الخاص عندما ينوي تقديم المساعدة للآخرين وخصوصاً إذا نوى مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة. فالوزير مثلاً سيحسبها بميزان الموازنات الوزارية، ويسأل نفسه: ماذا ستقدم هذه المساعدة الإنسانية لسمعتي ولسمعة وزارتي؟... والنائب البرلماني سيترجمها إلى لغة حصاد الأصوات، بينما التاجر ميزانه قانون الربح والخسارة، وكيف ستكون سمعته في السوق وبين الناس، وهكذا يظل المعوق يسبح في بركة من المتاهات والتجاذبات والوعود الزائفة الوهمية التي لا تسمن ولا تغني من جوع. واكتفينا بالتصفيق لما يقدم لهم ­ ذوي الاحتياجات الخاصة­ من مبلغ زهيد وهو 05 ديناراً في كل شهر، وضحكنا فرحين بذلك، وكأن المعوق لا ينتظر الخلاص من مشكلاته إلا بهذا المبلغ المتعطف به عليه، ونسينا وتغافلنا بأنه متعطش إلى المساعدة الاجتماعية والنفسية والمعنوية، وهو يريد أن يشرب كلمة الصدق والمحبة بعد أن شرب سم وقسوة معاملتنا له.

وقبل أن أنسى، ففي نهاية لقاء الوفد مع الاخوة الصم راحت ساندرا تقبل يدها وبفرحة غامرة وأرسلت تلك القبلة إلى مجموعة الحاضرين من الصم، واستقبلوا هذه القبلة بكل حرارة وفرحة، لكني لا أحسبهم إلا متعطشين إلى يد وصدر وقبلة من إخوانهم المسئولين وغيرهم من أبناء جلدتهم، أبناء مملكة الخير والعطاء. الذين بخلت أيدي بعضهم وقصرت عن مساعدة إخوانهم، لتمتد هذه الأيدي لمساعدة من هم ليسوا في فلك وطنهم، وتبني المناظر والمواقع السياحية في غير بلدها.

جابر حسن
 

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م