قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
ملف خاصملف الشيخ أحمد مال الله
 
فقرات من الحفل التأبيني التكريمي لفضيلة الخطيب الشيخ احمد مال الله في قرية دمستان
إبراهيم الماجد - 2006/05/05 - [الزيارات : 8840]

الحفل التأبيني التكريمي لفضيلة الشيخ أحمد مال الله (رحمه الله)

ليلة الجمعة 4/5/2006م- مأتم شباب دمستان

 

 

خبر الوفاة:

(إنا لله وإنا إليه راجعون)، طفقت أرددها في ذهول بعد أن صكّ سمعي صبيحة السبت ذلك الخبر المفجع، والكثير من الأخبار أحياناً تغدو ضروباً من المستحيل، وفي عالم الأحلام حين تسمعها للوهلة الأولى.. قلت لأتأكد من فلان، وبسرعة خاطفة أجاب على سؤالي من اتصلت له: هذا للأسف ماسمعت، فيممت طرفي إلى آخر: ما الخطب؟ فكان ذاهلاً أكثر مني، وقال: أعتقد أنه والد الشيخ (مدّ الله في عمره) فهو كبير وعليل. فرجوته أن يتأكد : عجّل بالاستفسار رحم الله والديك. فرد عليّ: ولده الأستاذ جعفر معكم في العمل، فقلت: إن كان الاحتمال صحيحاً ولو بنسبة أنّى لي بالقوة حتى أسمعها من ولده، وهل يستطيع هو أن يرد جواباً هذا إن كان سيرد على الهاتف أصلاً.. همت لبرهة في بحر من الأفكار، وماهي إلا بضع دقائق حتى وصلتني تلك الرسالة المشؤومة من إبنه جعفر، فهممت سريعاً بفتحها، ولكن ترددت لوهلة، ثم عزمت على قطع الشك باليقين، فكانت يقين الرزية في صباح سبت حزين، وكانت تقول: (أبوي عطاك عمره، التشييع... الخ).

كلّ منا له قصته مع الصدمة المفجعة المؤلمة، لقصصه مع الشيخ أحمد مال الله التي لا تنتهِ، رجل العطاء الإنساني قبل العطاء المنبري بالرغم من علو قدره.

التعريف تحجيم:

الشيخ أحمد مال الله.. إن عرّفته حجّمته، ولكن في مقام التأبين والعظة يفرض الأمر.. فمن لايعرفه صغيراً أو كبيراً؟ وهو من هو خطيباً لايدانيه أحد، فله مدرسة متميزة خاصة متفردة، وله من القدرة وسعة الأفق مابزّ به أقرانه، أما قوة بلاغته، وسلاسة قوله وعذوبته فهو مما قل أن يجود الدهر بمثله. وفوق ذلك خصاله الوافرة، وأخلاقه الدمثة، وخلاله الأريحية، وسجاياه الحميدة، ويعبر عن ذلك أنه كلما التقى أحداً ضمه إلى صدره وقبله حتى ولو كانت مدة الفراق لا تتعدَ الأسابيع وربما الأيام.

عرف الشيخ بديمومة غمزه ولمزه ببراعة، ونقده المكشوف والمبطن بقوة فطنة لكل الأوضاع الفاسدة، وتعريته الجريئة لمختلف الانحرافات على مختلف المستويات وفي كل الأوجه. فهو جريء لاتأخذه في الله لومة لائم، وقد اعتقل مرات عديدة وكان بمجرد أن يخرج يشرع في مواصلة رسالته من غير مداهنة ولا مماحكة، وكان حين يرمي بسهمه إلى قضية فإنه يكشف زيفها بمفرداته المتتالية وإيماءاته المتلاحقة فلا يلبث المستمع إلا أن يمسك خيطها ويتعرى أمامه مغزاها.

مال الله و دمستان:

قدم إلينا الشيخ أحمد متخذا من دمستان دار سكن له عام 1986م، حيث كانت قريتنا تعاني فترة جدب ثقافي واجتماعي خطير، فجل شبابها والمعول عليهم إما مشردون أو ابتلعتهم السجون، فكان أن التفت الشيخ - وهو الذي لايتكلف بمخالطة الناس والعيش بعيشهم والحديث بحديثهم وتفهم معاناتهم-  التفت إلى جملة نواقص واضحة وشرع يؤسس أركانها، فكانت توجيهاته المباشرة والحوارية عبر خطب الجمعة وأحاديث المجالس والمأتم ترتكز إلى ضرورة وجود صلاة الجماعة ونظم أمرها، وإحياء ليلة القدر، وأذكر أن أول إحياء عام كان في هذا المأتم عام 1989م على ما أتذكر، وتلا ذلك الحث على ضرورة تأسيس الصندوق الخيري، كما شرع في تدريس بعض الشباب، وكان له درس يومي في الفقه والنحو وفنون الخطابة ومايتعلق بضروراتها. أما صلاة الجماعة ظهراً فقد كانت تقام يومياً وبضمنها يوم الجمعة حيث كانت تلحقها خطبة تناقش قضايا الساعة وتفتح آفاق الفكر وتبلور مفاهيم الإسلام العظيم باستلهام نهج أهل البيت (ع) الذي ارتوى فيض حبهم وعمق حركتهم وعدل مذهبهم وطفق يعلمه للعالم بمبدئية عالية.

التكريم (الذي غدى تأبيناً):

قدّر الله لهذا التكريم أن يكون بعد وفاته وفي نفس الليلة، وألا يكرم هو شخصياً، فهل في ذلك درس؟ لدي بعض الإجابات والاحتمالات، ولكن أروم ألا أشرق وأغرب فأضيع الحقيقة الوحيدة وهي أننا التفتنا متأخرين لرجل بذل نفسه في بنائنا، ولكن شفيعنا أننا أحببناه من أعماق قلوبنا، وحين ذاك أقول: الله أعلم.

كنا في عجلة من أمرنا، ونشعر بالخجل على أن الشيخ عاش بيننا، وقدم خدمات مفصلية كبيرة لهذا المجتمع إلا أننا جفاة جاحدون، فقد انتقل عنا الشيخ منذ عشر سنوات تقريباً إلا أننا... (ولن أكمل فأنا خجل)، وأذكر أنني قلت في ذلك الاجتماع بتاريخ 4/4/2006م: (حين أتأمل مجيء الشيخ أحمد مال الله أشعر أن إرادة الله ساقته ليملأ فراغاً تاريخياً في فترة حرجة لهذه القرية لا أعلم ماكان مصيرها الآن لو لم يكن ذلك.. فسبحان ربي)... وبسرعة البرق كان القرار في إدارة اللجنة الثقافية بمسجد أبورمانة أن نكرم الشيخ ونحتفي به قبل وفاة الحاج سلمان (رحمه الله) بأيام معدودة، كما ندعوه لإمامة الجماعة، وقبل ذلك نرتب له زيارة ودية أبوية في بيته لنرتمي في أحضانه ونقول له: اغفر لنا تقصيرنا وجفاءنا... وقَبِل الشيخ بانشراح وبسماحته الواسعة وبدون تردد كل مطاليبنا، وقد كان موعد التكريم له هذه الليلة، في حين أن إرادة السماء كان لها تدبير آخر..

فقرات الحفل:

نلتقي هذه الليلة لنؤبن ونكرم شخصية مهمة أعطت وأثرت وأغنت الإسلام والواقع، فإلى كلمة اللجنة الثقافية بمسجد الشيخ محمد أبورمانة المنظمة لهذا الحفل بالتنسيق والتعاون مع مأتم شباب دمستان، يلقيها فضيلة الشيخ إبراهيم رجب.

 

لست بشاعر ولكنني أتطفل فاعذروني..

أما القصيد ففيك يامال الله غدى حتماً كليلُ

لوصبّت الأحرف مدحاً ماكانت إلا نثاراً عليلُ

هذه البحرين حين غادرتها قد رُزأت رزأً جليلُ

كل ماقيل وسيقال فيك لا أراه إلا قليلٌ قليلُ

لانمني النفس كذباً.. ولكن حسبنا صبراً جميلُ

 

أما الآن فمع قصيديتن رثائيتين : الأولى يلقيها الحاج عبدالله إبراهيم جواد، والثانية للأخ عباس مطر يلقيها أحمد عبدالله جواد.

أما الآن فمع عرض بعنوان : (على وشك الرحيل) لآخر جلسة تمت للشيخ حيث زارته اللجنة الثقافية في بيته يوم الجمعة 28/4/2006م الساعة العاشرة صباحاً، وهذا ماجرى فيها..

والآن مع تكريم هذا العلم البارز..

كلمة ختام:

ماذا أقول؟ هو الدهر مافتئ يسدي إلينا الدروس والعبر، فهلا استيقظنا من نومة الغفلة، فكم من الماضين ساروا أمامنا، ولكننا لانزداد إلا بلاهة وقلة اعتبار واستغراقاً في سباتنا الطويل..

الشيخ والد الجميع وأخ الجميع، احتوى الناس بسعة خلقه كما قال رسول الله (ص): ( إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فسعوهم بأخلاقكم)، وهو يمضي كان يعلمنا مفردات ينبغي أن نحركها في حياتنا..

إن كان لي من كلمة أو وصية..

وعلى خطباء المنبر أن يقفوا عند مدرسة الشيخ وطريقته وأسلوبه ليتأملوه ولينهلوا منه، فهي مدرسة زاخرة عامرة بصنوف واسعة لاشك اقتبس بعضها وأثرى الآخر، وحق أن تقتدى.. وتمثله لحديث رسول الله (ص): ( إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم) هو مما تميز به الشيخ بشكل جلي واضح ورائع بل هو أحد أمثلته الحية.

وعلى طلابه – بعد إذنهم – تقع مسؤولية جمع تراثه، ووضعه بين يدي الناس بمختلف الوسائل التي باتت لاتحصر في عصرنا هذا، فحرام أن يضيع كل هذا العطاء. ولا أقل من إنشاء موقع خاص ووضع كل ماجادت به قريحة الفقيد فيه حتى تعم فائدته العالم بأسره ، ويكون بمثابة الصدقة الجارية والعلم الذي ينتفع به كما جاء في الحديث الشريف، وعلى أبنائه – وهم بررة – ألا يكلوا من الدعاء له حتى تكتمل دائرة بقاء الإنسان في الدنيا من ديمومة العمل الصالح واستمراره كما جاء في الحديث الشريف عن الرسول (ص): ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له). هنيئاً لك ياشيخ فقد جمعت الثلاث..

ويكفيه فخراً أنه خادم الحسين (ع).. وهل من فخر أعظم من ذلك؟؟

رحمك الله يا اباعبدالأمير وحشرك مع من تتوالى، من أهل بيت بذلت عمرك في خدمتهم، وأسكنك الفسيح من جناته.

رحم الله من قرأ لروحه الفاتحة..

 

§        إبراهيم الماجد  4/5/2006م   الخميس س: 6.05 صباحاً

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م